وحسب التقرير، فقد انعكس هذا في التعامل العنيف مع الانتفاضة الفلسطينية، وتجاهل أي علاقة بينهاوبين الاحتلال وبين التطلعات السياسية للشعب الفلسطيني، ورفض المبادرات الدولية، وتحميلالفلسطينيين وقيادتهم مسؤولية انسداد الأفق السياسي.
ويركز التقرير على مساعي حسم الهوية من خلال القوانين والتشريعات المستحدثة، وتبني خطاب الولاءليهودية الدولة وقيمها الصهيونية، والتحريض على من يعارض الاحتلال، وعلى فلسطنيي48.
ويوضح بشكل خاص الممارسات المختلفة التي اتخذتها حكومة نتنياهو الرابعة خلال عام 2015 بهدفضبط هوية الدولة كدولة يهودية يمينية عبر تقليص حيز العمل السياسي لفلسطينيي الداخل، وملاحقةممثليهم ومؤسساتهم السياسية والأهلية والثقافية.
ويقرأ تقرير "مدار"، الذي أطلقه في مؤتمره السنوي برام الله السبت، الكيفية التي تقوم بها "إسرائيل"بفرض حل أحادي، وليس إدارة النزاع، وذلك عبر فرض وقائع على الأرض، وتبييض البؤر الاستيطانيةواستمرار البناء في المستوطنات.
ويشدد التقرير على كيفية تغيير الوعي في "إسرائيل" تجاه المستوطنات، حيث تحولت من مشروع خلافيإلى حد ما، إلى جزء أصيل من الإجماع الوطني الإسرائيلي، وكيف تم ذلك بموازاة تغول قيم الفاشية في"إسرائيل"، وتجريم الحركات المناهضة للاحتلال، وإضعاف مؤسسات حقوق الانسان، واستهدافالإعلام غير المتجند.
ويوضح التقرير ملامح المشهد السياسي الداخلي بقراءة تركيبة الحكومة التي تضم خمسة أحزاب يمينيةوحريدية واستيطانية، وتقسيمات الوظائف المفتاحية فيها، وأداء وزرائها على المستويات التشريعيةوالمؤسساتية والثقافية والسياسية.
ويقول "تم تنصيب أييلت شاكيد من البيت اليهودي لوزارة القضاء، وميري ريغف لوزارة الثقافة، ونفتاليبينيت لوزارة التربية والتعليم، وموشيه يعلون لوزارة الجيش، وتسيبي حوطوبيلي كنائبة لوزير الخارجية،وكلّها شخصيات تحمل أفكارًا يمينية متطرفة واستيطانية".
وينوه التقرير إلى تنصيب شخصيات من خلفيات دينية استيطانية ويمينية في وظائف مفتاحية فيالدولة خاصة في المجال الأمني، إلى جانب تغييرات غير مسبوقة في القماشة الإنسانية للدبلوماسيةالإسرائيلية، عبر تنصيب شخصيات معروفة بمواقفها المتطرفة وعدم تميزها "بالكياسة الدبلوماسية".
ويبين أيضًا أن سياسات "إسرائيل" اليمينية الاستيطانية تتجاهل تمامًا قدرة الفلسطينيين على لعب دورحاسم في تعطيل الحل، وأيضًا العامل الدولي الذي يمكن أن يلعب دورًا مساندًا للفلسطينيين خاصة،كحركة المقاطعة.
ويقول التقرير إن الانتفاضة التي انطلقت في تشرين الأول 2015، كشفت هشاشة الافتراض الإسرائيليأنه يمكن الحصول على الأمن في ظل استمرار الاحتلال، وكشفت استعصاء القضاء على الهبة بالطرقالعسكرية التقليدية.
ويؤكد أن "إسرائيل" بدت غير قادرة على فرض الوضع الذي تريده من طرف واحد، الأمر الذي اتضح فيالقدس المحتلة، ودفع الكتاب والاعلاميين في "اسرائيل" لاعتبار أن شعار توحيد القدس، لم يكن سوىوهم رغم كل ما تم استثماره في ضمها القسري وقمع ابنائها على مدار عقود