والدة الجندي قاتل الشهيد الشريف توجه رسالة الى يعلون

يعلون
حجم الخط

أظهر شريط فيديو جديد أن الجندي الإسرائيلي الذي اعدم الشاب الفلسطيني الجريح عبد الفتاح الشريف وهو ملقى على الأرض في الخليل قد مد يده وسلم على الناشط اليهودي اليميني المتطرف باروخ مارزل خلال إخلاء جثة الشاب من المكان.
ويظهر شريط الفيديو الجديد الذي تم تصويره من قبل محقق منظمة "بتسيليم" الحقوقية الجندي الإسرائيلي وهو يمشي وراء قائد الكتيبة، وهما يخرجان من منطقة العملية. وفي نفس الوقت أظهر الشريط جنودا آخرين وهم يحملون جثة الفلسطيني الشريف لإخراجها من المكان، وبنفس الوقت أظهر الشريط أن الجندي يقترب من عوفر أوحنا من منظمة "إنقاذ يهودا والسامرة" و "أصدقاء في وقت الضيق"، وهو يتحدث معهم لوقت قصير. وفي هذه المرحلة تقدم الاثنان من باروخ مارزل، وظهر الجندي وهو يمد يده إليه ويسلم عليه مبتسما.
وفي صور إضافية التقطها مصورون من وكالات الأنباء الأجنبية، ظهر الجندي مبتسما وهو يقف بالقرب من مارزل، واستمر اللقاء بينهما لعدة ثواني فقط، فيما واصل الشريط التركيز على عملية إخلاء جثة الفلسطينيين من المكان.
وقالت المستشارة الإعلامية لعائلة الجندي الإسرائيلي: "لن نتطرق لأي إشاعات من أي نوع وهي تهدف بالأساس إلى مواصلة الإساءة للجندي المتفوق في الجيش الإسرائيلي". حسب قولها .
وظهر الجنود في شريط أخر بعد وقت قصير من عملية الاعدام وهم في وضع مريح، يتحركون ويتنقلون حول جثة الشهيد عبد الفتاح الشريف، وفي مرحلة معينة ظهر أحد الجنود وهو يربط حذاءه بالقرب من جثة الشريف.
وادعى الجندي خلال التحقيقات معه أنه أطلق النار على الجريح لأنه خاف على حياته. وأضاف خلال التحقيقات: "قمت بإطلاق النار عليه عندما كان لا يزال على قيد الحياة. قمت بذلك لأنني شعرت بخطر داهم على حياتي". وقال محامي الدفاع عن الجندي خلال المداولات يوم الجمعة بالمحكمة العسكرية في يافا إن الجندي قد قام بإطلاق النار وفقا لتعليمات إطلاق النار. ونشر راديو الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أن التحقيق أظهر أن الجندي قال لأحد أصدقائه قبل تنفيذ إطلاق النار "المخرب يستحق الموت"، وذلك لأنه قام بطعن زميله، وأن الجندي حاول تهدئته. ودحض المحامي الادعاءات ورفض التطرق إلى التفاصيل.كما جاء في تقرير لصحيفة "هارتس" العبرية
وخلال التحقيق مع الجندي قيل له إنه مشتبها بعملية قتل. وقال المدعي العسكري للشؤون العملياتية، الضابط أدورم ريغلر، خلال المداولات إن الحديث هو حول "شبهات بتنفيذ مخالفات خطيرة". أما قاضي المحكمة العسكرية فأشار أن "الشبهات تشير إلى أن المشتبه به قام بإطلاق النار بشكل غير قانوني، وأن إطلاق النار كان من المحتمل أن يؤدي إلى موت الفلسطيني الذي كان في تلك اللحظة ملقى على الأرض بعد أن أطلقت عليه النيران قبل ذلك".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة العبرية الثانية أن معظم الإسرائيليين (57%) يعتقدون أنه لم يكن هناك حاجة لاعتقال الجندي والتحقيق معه، مقابل 32% يعتقدون أنه يجب القيام بذلك. ووصف 42% من الإسرائيليين تصرف الجندي بأنه "مسؤول"، فيما يعتقد 24% أن رد الجندي الإسرائيلي طبيعي في وضع الضغط، فيما أشار 19% من المشاركين في الاستطلاع أن الحديث يدور حول تصرف شاذ عن التعليمات العسكرية، فيما أشار 5% فقط من الإسرائيليين أن إطلاق النار على منفذ العملية كان بمثابة عملية قتل.
وأعرب أكثر من ثلثي الإسرائيليين عن امتعاضهم من التصريحات التي أدلى بها قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت ووزير الجيش موشي يعلون ضد إطلاق النار على منفذ العملية، فيما أيد 21% من المشاركين في الاستطلاع تصريحاتهم.
وتوجهت والدة الجندي القاتل إلى وزير الجيش الإسرائيلي وكتبت له: "أنا والدة الجندي الذي بعثتم به للقيام بمهمة الدفاع عن مواطني الدولة وتخليتهم عنه. الأم التي أرسلت ابنها من أجل الحفاظ على الدولة ومواطنيها. أنا الأم والدة ابن الـ 19 عاما الذي يقف وحيدا أمام المستوى السياسي والعسكري ولا يقدر على ذلك".كما قالت
وأضافت والدة الجندي في رسالتها إلى يعلون : "تذكر ولا تنسى كيف وقفت أمام مكان ابني في غرفة القائد الفلسطيني أبو جهاد (خليل الوزير) وتأكدت من موته بإطلاق النار على الإرهابي القاتل. أيضا ابني وقف يوم الخميس أمام مخرب قاتل، ولكن الأحوال تغيرت والإرهابي الذي جاء من أجل القتل تحول إلى إنسان صالح، فيما تحول ابني إلى قاتل. هل أصابنا الجنون؟". كما قالت وأضافت والدة الجندي أنها متأكدة أن "كل ما كان يريده هو منع كارثة أكبر من خلال الإحساس بالخطر الذي رافقه خلال لحظة اتخاذ القرار".حسب "هارتس"