شهدت المنطقة العربية أزمات متتالية خلال الأعوام السابقة، ما أسهم في زيادة الأطماع بمنطقة الشرق الأوسط، لتنفيذ المخططات الأوروبية القديمة المستحدثة، حيث بدأت كل دولة تبحث عن قواعد لها، في رغبة منها تهديد وتحطيم نفوذ بعض الدول الكبرى في المنطقة، في حين استطاعت روسيا الحفاظ على نفوذها و قاعدتها الوحيدة في الشرق الأوسط "سوريا" من الخطر التركي.
تحطم الأطماع التركية
في ظل المشهد الدولي المتغير بين الحين والآخر، أوضح المحلل السياسي الدكتور أسعد أبو شرخ، أن تركيا تعمل لمصلحتها الشخصية، حيث أنها تحاول صنع منطقة أكثر أمناً مجاورة لها، تؤمن حدودها و تحافظ على نفوذها.
و أضاف أبو شرخ خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، أن ما أسهم في زيادة النفوذ التركي خلال الفترة الراهنة، هو نهضتها اقتصادياً و اقتحام منتجاتها للسوق العالمية، موضحاً بأنها ندمت على تبنيها أي عمل عسكري داخل سوريا، وذلك كونها خسرت الكثير فيها دون تحقيق أهدافها، ولعدم توقعها الرد الكردي و السوري في المنطقة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد عوض لـ "وكالة خبر"، إن ترحيب أردوغان باللاجئين السوريين داخل أراضيه لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لاحتواء اللاجئين السوريين داخل حدود تركيا بمقابل مادي.
و أضاف، أن الاتحاد الأوروبي أقدم على هذه الفكرة، من أجل منع الهجرة لدول الاتحاد الأخرى، ولتأمين السوريين إلى حين عودتهم لأراضيهم.
روسيا حققت أهدافها
وأشار أبو شرخ إلى أن روسيا تعمل من أجل مصالحها، حيث صرح بوتين في بداية التدخل الروسي "نحن هناك من أجل مصالحنا".
و تابع، أن المشهد اختلف جذرياً، فقد استطاع بوتين خلال الفترة الماضية تجميع القوة الروسية من جديد، و العمل على تطوير الاقتصاد الروسي ونجح في ذلك، موضحاً بأن بوتين استطاع أن يعيد القطب الروسي إلى المنطقة كقوة عظمى، وتجلى ذلك من خلال حفاظه على أوكرانيا من أي تدخل غربي.
ولفت عوض، إلى أن روسيا تعمل بشكل متوازن في المنطقة، و لا تريد خسارة أي طرف، و الدليل على ذلك دعمها للأكراد بشكل علني، باعتبارهم ينادون بحقهم الذين حرموا منه منذ توقيع اتفاق "سايكس بيكو" المشئوم.
وأوضح أن دعم روسيا للأكراد وإدراكها خطئها السابق، شكل ضربة قاسية لتركيا التي ترفض كلياً فكرة إعطاء كيان مستقل للأكراد في المنطقة.
توتر العلاقة التركية الروسية
و في إطار الحديث عن طبيعة العلاقة القائمة بين الطرفين "تركيا و روسيا"، قال أبو شرخ إنها علاقة بين المستقرة والمتوترة، ولكن التبادل التجاري قائم بين الطرفين، و أردوغان لا يريد خوض مواجهة في الوقت الراهن، كما أن أمريكا وروسيا لا يرغبان بذلك، مضيفاً بأن الفترة القادمة ستشهد استقراراً في العلاقات بين الجانبين.
وأوضح عوض، أن العلاقة التركية الروسية مختلفة عن سابقتها وروسيا المتحكمة في الأمور، وهي الآن تعاقب تركيا بشكل ذكي، حيث أن روسيا منعت العديد من التجار الأتراك من دخول أراضيها فيما سمحت للبعض الآخر، معتبراً بأن روسيا قد كسبت المعركة، وتركيا هي من خسرت كل شيء و لا تملك أدنى مخطط قادم.