للنساء فقط.. كيف تتفادين مشاكل المثانة ؟

thumb (10)
حجم الخط

يقال أن المرأة مضحية في طبيعتها وغالبا تعطي جل وقتها واهتمامها للعائلة. فهي عامود الأسرة والمربية، وعطاؤها الكبير هذا يؤثر دون أن تدري على صحتها، فتراها لا تراجع الطبيب إلا عندما يشتد الألم بها وبالتالي يتسبب الإهمال في مشاكل صحية عديدة خاصة في الحمل وبعد الولادات المتكررة. ومن أهم هذه المشكلات السلس البولي أو عدم القدرة على التحكم في التبول عند النساء.
القدس العربي استشارت الدكتورة حسيبة حنون حمود الإستشارية النسائية المختصة بالسلس البولي عند النساء في مستشفى ذي كوين اليزابيث في انكلترا حول الأسباب والأعراض وكيفية تجنب هذه المشكلة الصحية الشائعة بين النساء فقالت: هي مشكلة شائعة بين الناس رجالا ونساء، لكن المرأة أكثر عرضة لها من الرجل. للأسف السلس البولي منتشر بين النساء لكنه غير معروف فالكثيرات لا يعرضن أنفسهن على الأطباء ولا يرغبن باستشارته لأسباب عديدة. في أوروبا 20 إلى 30 في المئة بعد الأربعين يتعرضن للسلس البولي و2 في المئة فقط يعرضن أنفسهن على أطباء، يدل هذا على أن هناك أعدادا مخفية كبيرة.
وأضافت: المثانة الطبيعية تشبه البالون المقلوب وفيها غشاء مخاطي داخلي حساس جدا وإذا حدث أي خلل في المثانة مثل الإلتهاب البولي أو الحصوة أو الورم أو التليفات، يؤثر هذا على الغشاء المغلف بعضلة حامية ويعطي شعورا بالحاجة للتبول أكثر من مرة. عمل المثانة هو تجميع وخزن السوائل إلى ان تمتلأ فيأتي الإحساس بإيعاز من الدماغ بضرورة التفريغ، هذا في الحالة الطبيعية أما الحالات غير الطبيعية فتتمثل بالتبول الإجهادي والتبول الإلحاحي والمختلط.
يقسم السلس البولي إلى:
1) السلس البولي الإجهادي: وهو فقدان القدرة على التحكم في البول لا إراديا مع أي مجهود مفاجئ مثل الضحك والسعال والكحة والحركة والعطس.
2) السلس البولي الإلحاحي: وهو فقدان التحكم في البول بشكل لا إرادي بعد الإحساس المفاجئ بالحاجة إلى التبول.
الصمت يفاقم المشكلة
وتشير د.حسيبة إلى أن سلس البول يمكن أن يحدث نتيجة الحمل والولادة المتكررين لانهما يشكلان عبئا إضافيا على عضلات المثانة والحوض، الأمر الذي يضعفها وقد يؤثر على الصمام الذي يتحكم بنزول البول كذلك فان ضعف العضلة العاصرة لمجرى البول قد يحدث نتيجة الالتهابات المزمنة للمثانة أو نتيجة السعال المزمن أو الاضطرابات في الهرمونات.
مضيفة أنه يمكن تشبيه ذلك ببالون ممتلئ بالماء عندما تقبضين على صمامه بإصبعيك لمنع تسريب الماء. فإذا ما تعبت عضلات إصبعيك أو عضلات يدك بشكل عام وارتخت فان التسريب يحدث مع أقل ضغط إضافي على جدار البالون.
ومن الضروري ان تعرف المرأة ان التبول الطبيعي يحصل 6 إلى 7 مرات باليوم وما زاد فيصبح غير طبيعي. والتبول الطبيعي ليلا من 1 إلى 2 وما زاد عن ذلك معناه ان هناك شيئا غير طبيعي ويجب مراجعة الطبيب فورا.
وتقول د.حسيبة حمود ان نسبة كبيرة من السيدات اللواتي يعانين من هذه المشكلة الصحية لا يرغبن بالتصريح عن وجودها لأسباب منها الخجل والإعتقاد بأن ذلك يعتبر طبيعيا بعد الولادة وأنها مشكلة ليس لها حل بالإضافة إلى أن المرأة في مجتمعاتنا تنشغل في تربية أولادها وبالتالي تهمل صحتها.
التأثيرات النفسية
وعن التأثيرات النفسية والاجتماعية على المرأة التي تشكو من السلس البولي تؤكد د.حسيبة أن إهمال هذا الموضوع من شأنه أن يتسبب في مشاكل صحية ونفسية واجتماعية للمرأة، فهي تشعر بالعزلة وتخشى الاختلاط أو تلبية الدعوات حتى لا تصاب بالإحراج بسبب عدم السيطرة على البول إذا ضحكت أو عطست وفي أحيان تضطر للبس الحفاضات وتنعزل لأنها تشعر أنها غير نظيفة ورائحتها مزعجة وتبحث عن مرحاض قريب في أي مكان تذهب له خوفا من السلس وهذه أمور تجعلها كئيبة وقد تتأثر علاقتها مع شريك حياتها وتصبح غير قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
وتضيف: يجب مراجعة الطبيب إذا حصل أي تغير في لون البول وعلى المريضة أن تعتني بنظافتها تجنبا للالتهابات وتتجنب أكل الحمضيات والطماطم والمشروبات الغازية كما ويجب العمل على إنقاص الوزن. لكل مريضة نصائح خاصة حسب حدة الحالة.
كما وتنصح بعدم السكوت عن هذه المشكلة وضرورة إتباع طرق وقائية وعلاجية تتحدد بناء على نوع السلس البولي ودرجة حدته ومنها:
- تمارين رياضية لشد عضلات المهبل هدفها تقوية عضلات الحوض لتدعم المثانة. وهذه الرياضة ينصح بها ليس فقط كنوع من العلاج وإنما كأسلوب للوقاية. وأكدت الدراسات الحديثة أن تأدية هذه التمارين بالطريقة الصحيحة ساعد نسبة كبيرة من السيدات، فمنهن من انتهت المشكلة لديهن نهائيا ومن شعرن بتحسن ملحوظ.
- العلاج بالأدوية الطبية.
- العلاج الجراحي: في الحالات المستعصية يلجأ الأطباء للإجراءات الجراحية وكلها عمليات تجرى بالتخدير العام إما بفتح البطن أو مهبليا بطرق معقدة تحتاج لوقت طويل للشفاء.
أنا أقوم بإجراء عملية تسمى Tension Free Vaginal Tape وتتم باستخدام شريط نرفع به عنق المثانة ونجاح هذه العملية من 86 إلى 92 في المئة والنتائج رائعة، وتعتبر العلاج الأمثل للمشكلة حيث تشعر المريضة بعدها أن حياتها أفضل ولا تعود المشكلة مجددا تنغص عليها حياتها. لكن أنصح بعد إجرائها أن تستمر بالتمارين الرياضية اليومية لتبقى عضلات المهبل والحوض مشدودة.