أكدت مصادر في حركة "حماس" بأن "وفد الحركة الذي التقى قادة المخابرات المصرية، في القاهرة، قدم ورقة إجابات عن جميع الأسئلة والطلبات المصرية المتعلقة بالوضع الأمني"، مشددة لـ"الشرق الأوسط" السعودية، أن "وفد حماس الذي ضم موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار وجمال عبيد وخليل الحية وعماد العلمي، قدم ورقة تفصيلية تتضمن إجابات وشروحات تدحض بعض التهم، مثل التجسس على الجيش المصري وتصويره بكاميرات حديثة أو طائرات صغيرة، وتأكيدات على قيام حركة حماس بضبط الحدود ومنع أي أعمال عدوانية ضد مصر".
واوضحت المصادر، بأن "وفد حماس، على سبيل المثال، أبلغ المصريين بأنه لا يتلقى أي أوامر أو تعليمات من الإخوان، وليس هناك أي علاقات تنظيمية بهم، وأن الحركة تركز فقط على عملها داخل فلسطين، وأن الطائرات التي رصدتها مصر على مقربة من الحدود، لم تكن تابعة أبدا لكتائب القسام، وأنها رخيصة الثمن، وفي متناول وسائل الإعلام وناشطين وفصائل أخرى، وأن الكاميرات تابعة أيضا لمؤسسات إعلامية وشركات ومؤسسات، وليس الغرض منها جميعا رصد مواقع الجيش. كما أبلغتها بأن قواتها منتشرة أصلا على الحدود وتمنع أي تنقل للسلفيين، بل إن هناك مواجهات مع السلفيين واعتقالات بحقهم، وتحقيقات حول أي علاقات بهم بسيناء، من منطلق أن حماس لا تسمح أن تكون غزة منطلقا لأي أعمال ضد مصر، ناهيك عن أن الحركة لا تسمح بخروج أي سلاح من القطاع، لأنها تبحث عن كل رصاصة يمكن أن تفيد قطاع غزة".
ومن جهة أخرى، علمت صحيفة "المستقبل" اللبنانية من مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، ان وفد حركة "حماس" الذي وصل أول من أمس الاحد الى العاصمة المصرية، القاهرة، لاستئناف المحادثات مع قيادة جهاز الاستخبارات المصرية العامة، حمل اجابات الحركة على طلبات الاخيرة بعد بحث مستفيض اجراه الوفد مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في العاصمة القطرية، الدوحة.
وبحسب المصادر، فإن مشعل ومعه عدد من قيادات الحركة اضافة الى قيادة ذراعها العسكري "كتائب القسام" رفضوا قبول مطلبين من قائمة الطلبات المصرية التي سلمتها إلى وفد الحركة الاسبوع الماضي اثناء الجولة من محادثات الجانبين، وهما: اولاً، تسليم قائمة مطلوبين من المصرين والعرب تقول القاهرة انهم يتواجدون في قطاع غزة وينشطون مع التنظيمات الارهابية العاملة في سيناء، والثاني تشكيل لجنة امنية مشتركة بينهما مهمتها التعاون الامني في كل المجالات التي تتصل بمحاربة الارهاب في سيناء المصرية.
واضافت المصادر، ان مشعل وافق على باقي الطلبات التي تتصل بضبط الحدود، ومنع تهريب السلاح والافراد عبر الانفاق، والتعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وقطع أي علاقة تنظيمية مع جماعة "الإخوان المسلمين" المصرية.
وفي السياق، قدر مسؤول في الحركة لـ"الشرق الأوسط"، بأن "يأخذ تطبيع العلاقات مع مصر وقتا أطول. وقال المسؤول بأن استقبال مصر لوفد حماس وطبيعة الأجواء والنقاشات، تشير إلى تطورات مهمة في العلاقة، لكن رأب الصدع يحتاج إلى وقت أطول"، مشيرا الى ان "مصر مصرة على المصالحة وتربط فتح المعبر بوجود السلطة عليه، وتريد من حماس إثبات حسن نواي"، مؤكدا ان "حماس لا يمكن أن تمس بمصر أو أمنها أيا كان من يحكمها، وهذا ما أكده وفد الحركة لقيادة المخابرات المصرية، ونحن نأمل أن ينتقل الملف من أمني إلى سياسي".