وقعت على «تقرير الشرق الأدنى» لشهر آذار (مارس) الذي يصدره اللوبي اليهودي (ايباك). رحلة عذاب. كل ما في إســرائيل من إرهاب يُنـــسَب إلى أعدائها، مع اعتماد واضح فاضح على تأييد الكونغرس الاحتلال والقتل والتدمير.
كانت هناك افتتاحية بعنوان «عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يؤكد الأهمية الاستراتيجية للتحالف الأميركي - الإسرائيلي». أقول إن هذا التحالف مسؤول عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وإرهاب إسرائيل هو الذي أطلق كل إرهاب آخر، من «القاعدة» حتى «داعش» وما بينهما.
الافتتاحية تسجل أن مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة وإسرائيل مدتها عشر سنوات تنتهي سنة 2018، والرئيس أوباما في موازنة 2017 طلب 3.1 بليون دولار مساعدة لإسرائيل هدفها أن تحتفظ بما اسمه «تفوّق عسكري نوعي» على أعدائها. بكلام آخر الكونغرس الأميركي يضمن لستة ملايين مستوطن تفوقاً، يشمل ترسانة نووية، على أكثر من مئة مليون عربي حول إسرائيل، أي أنه يضمن استمرار الاحتلال وقتل الفلسطينيين بالجملة يوماً وبالمفرق يوماً آخر، ورأينا قبل أيام فلسطينياً غير مسلح ملقى على الأرض وجندي احتلال يقتله برصاصة في الرأس.
كان هناك موضوع عن إيران وأن التصويت فيها للتغيير أدى إلى استمرار السياسة نفسها. النظام في إيران يعيش على شعار «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل» ولولا جرائم إسرائيل لما كانت إيران وجدت عذراً لممارسة آيات الله سياسة فارسية تهدد الجار القريب والبعيد.
العدد ضم مقابلة مع تشارلز بيركنز، الخبير العسكري والأمني في (ايباك)، وهو يكرر الحديث عن هدف المساعدة الأميركية ويقول إنه لإحباط تهديدات أمنية تحيق بإسرائيل، والدفاع عن دولة الاحتلال وإلحاق هزيمة بأعدائها.
في موضوع آخر عن السياسة في واشنطن وتلة الكابيتول، حيث يوجد مجلسا النواب والشيوخ، نجد سباقاً بين الأعضاء على إدانة تجارب الصواريخ الإيرانية، وتعهدات بدعم دولة محتلة تملك ترسانة نووية. بل إن أعضاء الكونغرس يتحدثون عن «الإرهاب الفلسطيني». أقول لهم إن الإرهاب هو إسرائيل، وإنه إرهاب يموّله الكونغرس بدل أن ينفق المال على فقراء الأميركيين، ثم أزيد لهم أن إسرائيل خدعة أو بدعة، لا أساس لها في تاريخ أو جغرافيا وأن فلسطين من النهر إلى البحر.
رحلة العذاب لم تنته بنهاية التقرير، فقد قرأت تحقيقاً يقول إن معظم الأميركيين يعتقدون بأن الفلسطينيين يحتلون أرض إسرائيل، والنسبة هنا 49.2 في المئة من الأميركيين. كل بلد آخر يعرف الحقيقة، وفي كندا يرى 51.4 في المئة من المواطنين أن إسرائيل تحتل أراضي الفلسطينيين، والنسبة هي 54.6 في المئة في المكسيك، و57.7 في المئة في بريطانيا. (ايباك) هاجمت قرار الاتحاد الأوروبي أن يكتب على بضائع المستوطنات عبارة «الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل»، وهي عبارة لا توجد على الواردات الأميركية من المستوطنات.
أيضاً وأيضاً، تفرد «واشنطن بوست» مساحة في صفحاتها لمقال كتبه شمويل هرزفيلد، وهو حاخام من نيويورك. عنوان المقال: دونالد ترامب شرير، وبصفة حاخام أحتج على خطابه في مؤتمر (ايباك).
الحاخام هذا يقول إنه يؤيد إسرائيل، ويزورها كل سنة، ويؤيد (ايباك)، إلا أنه وقف محتجاً عندما تحدث ترامب وطلب عدم الاستماع إليه.
ترامب أحمق، إلا أنه أهون ألف مرة من الإرهابيين أعضاء حكومة إسرائيل. كل واحد منهم شرير مستوطن محتل مكانه الصحيح السجن مع رادوفان كراديتش بتهمة إبادة الجنس.