بدعم أهل الخير وبهمة عالية وبحثاً عن الأجر والثواب، انطلقت مجموعة شبابية متطوعة، تقدم المساعدات العينية والخدماتية للأسر الفقيرة، والتي تعاني الحرمان بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها غزة المحاصرة.
هذه المجموعة تشكلت تحت شعار "جينا نسعدكم" و تعمل منذ عام، و يديرها " رمزي حرز الله"، يتكون من ثمان أفراد آخرين هم :" انس النجار، أروي ابو رجيلة، اسامة العشي، حسام الحاطوم، محمد عباس، وليد حرزالله، اسامة حسونة، امير حمادة، أحمد الحاطي."
بداية الفريق "رسالة"
وعن بداية الفكرة ، يقول " حرزالله" بأنها بدأت حينما وصلته ورقة من طفل في مكان عمله، كُتب عليها : "أنا والدة الطفل وليس لدينا ما نأكله في المنزل." ، ويكمل :" قمت بتصويرها، ونشرتها عبر حسابي في الفيس بوك."، متابعاً أنه وجد تفاعل من عدد كبير، وبالفعل ساعد الأم وطفلها من خلال هذا المنشور .
ويردف : هذا الموقف جعلني أفكر في عمل طرد غذائي لـ (50) أسرة فقيرة، أعلنت عنها في منشور عبر صفحتي، واستطعت جمع ثمن الطرد كاملاً، ونجحنا في توزيعه.
جينا نسعدكم
بعدما وجد أن أصدقائه ومتابعيه عبر الفيس بوك يتفاعلون بجدية مع منشورات المساعدة، قرر وعدد من أصدقائه المقربين، تكوين فريق مهمته جمع تبرعات وإيصالها بشكل مصداقي بعيداً عن أي استغلال، وبعد الاجتماع الأول استطاعوا اعتماد " جينا نسعدكم" اسماً للفريق، يعبر بشكل صريح عن أهدافهم، وهي إسعاد الأسر الفقيرة بغزة.
وفي هذا الإطار يضيف " حرز الله"، بعد تكوين الفريق قررنا توسيع الحملة، فقمنا ببحث ميداني في الشارع عن الأسر المحتاجة، من خلال الاستعانة في الجيران وأصحاب المحلات التجارية بمعرفة الأسر المحتاجة في المنطقة، ثم جمعنا مساعدات لمائة أسرة وقمنا بتوزيعها بنجاح كأول بداية لفريق "جينا نسعدكم".
وأشار " حرز الله " إلى أن بعد ذلك أصبح معروف في هذا المجال، والمحتاجين بأنفسهم أصبحوا يتواصلون معه بأي طريقة لإخباره بأنهم يحتاجون لشيء ما، مضيفاً :" بعد نشر المساعدة على صفحتي مباشرة أستطيع الحصول على دعم لتقديمه للأسرة.
وقد اعتمد " حرز الله " على صفحته الشخصية عبر التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، و إحداها تنفيذ "إفطار جماعي استهدف(200) عائلة فقيرة في رمضان الماضي.
لابد من بعض الصعوبات
وحول تعزيز ثقة الآخرين به، يقول " حرز الله " : كنت أوثق كل ما أفعله أولاً بأول، مع الحرص على عدم كشف هوية الأسرة، فكنت أقوم باخفاء وجوه الأشخاص.
ويتحدث " حرز الله" حول الصعوبات التي واجهت الفريق، والتي دفعته لمخاطبة الجمعيات الخيرية، عله يوفر شيئاً لـ (200) عائلة شهرياً لكنها لم تفعل، أما هو فاستطاع ضمان دفعات شهرية للعديد من العائلات من خلال أناس مدت يدها للخير من خارج غزة ومن داخلها أيضاً .
ويكمل : أصبحنا " أمل " لهؤلاء المحتاجين، خاصة المرضى منهم " حيث ساعد فريق "حرز الله" الكثير من المرضى بتوفير علاج خارج غزة لهم، واستطاع أن يوفر " عملية زراعة" للإنجاب لأحد المحتاجين، يقول في الوقت الذي يجب أن توفرها وزارة الصحة والجمعيات الخيرية، لكن الفريق المتواضع فعلها.
وحول الخطط المستقبلية، يقول " حرز الله" بأنه ينوي أن يكبر فريقه ولكن من ناحية توفير الدعم لا من ناحية بأن يصبح جمعية، لأنه غالبيتها تكون ذات سياسة حزبية تتبع الممول وهو لا يريد بأن "يسيس" فريقه، متأملاً بأن يتخطى الفريق الصعوبة الحقيقية في الدعم وتوفير ثمن المواصلات خلال البحث والتوزيع.
وطالب " حرز الله " الشباب" وكل من يستطيع المساعدة بأن يتوجه إليه، كما من لديه علم بأي شخص بحاجة للمساعدة يمكنه أيضاً التواصل عبر صفحته الشخصية، كما لمن يستطع بأن يتوجه بالدعم المادي لهم، يضمن لهم الاستمرار في أعمالهم الخيرية.