حبات الذهب الأصفر.. ترضي زارعيها رغم العجز عن الوصول للاكتفاء الذاتي

12782431_10207345773335785_562527278_n
حجم الخط

منحت الأمطار هذا العام رونقاً خلاباً لسنابل القمح ذهبية اللون، ومع اقتراب موعد الحصاد لوحظ بأن هذا العام الأفضل بين سابقيه، من حيث كمية الإنتاج وجودة المحصول، حيث دفعت الأمطار الغزيرة المزارعين إلى زراعة أراضيهم بمحاصيل القمح والشعير و ذلك لقلة التكاليف وعدم حاجاتها إلى أيدي عاملة.

وعبر المزارعون عن رضاهم الكامل على إنتاجية هذا العام، في حين لم يخفوا تخفوهم من تجريف محاصيلهم الزراعية من قبل آليات الاحتلال المتاخمة للحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي المحتلة، وذلك بالتزامن مع عدم مقدرة المحصول الناتج على تغطية أدنى مستوى من الاكتفاء الذاتي لقطاع غزة، حيث أشارت الاحصائيات بأن كمية الإنتاج لا  تزيد عن نسبة 10% من الاكتفاء الذاتي.

وعلى الرغم من هذا التخوف لم ييأس المزارعين، قال المزارع ياسر الإفرنجي الذي يملك أرضاً في جحر الديك تبلغ مساحتها (20 دونماً)، إنه اعتاد على زراعة محصول القمح  منذ سبعة أعوام، وذلك بعد قيام آليات الاحتلال بتجريفها أرضه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008/2009، مضيفاً بأن سنابل القمح تجعله يشتاق لها عند نضوجها مع حلول نسيم الربيع الذي يصدر أصواتاً رائعة تترعرع بالذاكرة كتاريخ الأجداد.

و أضاف الإفرنجي خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، أن المحصول هذا العام أفضل من سابقه، كاشفاً عن نيته تأخير حصاد القمح هذا الموسم، وذلك لأن المحصول وفير والأجواء جعلت من حبات القمح ناضجة وذات جودة ممتازة، كما أن الكميات المنتجة من قصل القمح "التبن" لهذا العام مناسبة.

ومن جهته قال المزارع عبد القادر حجازي لـ "وكالة خبر"، إنه اعتاد على زراعة أرضه بمحصول القمح، نظراً لأنه غير مكلف ولا يحتاج  إلى مجهود إلا في وقت حصاده، موضحاً بأن هذا العام كان مشجعاً منذ بدايته بسبب تساقط كميات كبيرة من الأمطار.

واعتبر حجازي أن تساقط الأمطار الأخيرة قد أسهمت في رفع جودة حبة القمح وعملت على نضوجها بشكل جيد، ما أتاح تزايد كميات الإنتاج بشكل ملحوظ، معرباً عن أمله بأن تكون الأعوام القادمة بوفرة هذا العام الذي هو أفضل من الأعوام السابقة.

وأوضح مدير دائرة الإرشاد في وزارة الزراعة الدكتور نزار الوحيدي لوكالة "خبر"، أن هذا العام يشهد زيادة في إنتاج القمح و الشعير بكميات ملحوظة تفوق الأعوام السابقة، حيث بلغت إجمالي المساحات المزروعة بالقمح (27 ألف دونماً)، مضيفاً أن إنتاجية الدونم الواحد تبلغ (38 كيلو)، وأن إجمالي الإنتاج السنوي يقدر بـ (10000 طن) من القمح، وهى مساهمة محدودة تقدر بـ 6% من الاكتفاء الذاتي فقط، وذلك لكون كمية الاستهلاك مقدرة بـ (200 ألف طن) .

وأضاف الوحيدي، أن المساحة المزروعة بالشعير لهذا العام بلغت حوالي (9000) دونم، وتبلغ إنتاجية الدونم الواحد (300 كيلو)،  وإجمالي القيمة الإنتاجية (2700 طن)، فيما يشكل هذا الانتاج  حوالي (10%)، وتقدر استهلاكية قطاع غزة بحوالي (25 ألف طن) سنوياً.

وتوقع أن تبلغ كمية الإنتاج من محاصيل القمح والشعير "التبن"، حوالي (13 – 14) ألف طن، مما يسد ما نسبته 40%  من الكمية المطلوبة للاستهلاك، وذلك لكون قطاع غزة يحتاج لحوالي 30 ألف طن سنوياً.

وأوضح الوحيدي، أن هذا العام يفوق الأعوام السابقة بتزايده بكميه الإنتاج بنسبة تجاوزت الـ 30%، بحكم أن تساقط الأمطار لهذا العام مبكرة، وشجعت المزارعين إلى المبادرة بزراعة القمح والشعير .

و أشار الوحيدي إلى وجود حوالي 15 إلى 20 ألف دونماً مستقطعة، لكونها مساحة ملاصقة للحدود وغير أمنة فلا يستطيع المواطنين المخاطرة وزراعتها .