قبل ستين عاما وأكثر .. عندما حلت النكبة علي ابائنا وأجدادنا وأصبح أكثر من نصف الشعب الفلسطيني يعيش في لجوء تعيس أخذ الاباء يهتمون بتعليم أبنائهم وارسالهم الي الجامعات المصرية ليحصلون علي شهادة جامعية ويذهبون بعد ذلك للعمل في دول الخليج العربي والسعودية ليحملون عن ابائهم حمل العائلة الثقيل الذي نشأ عن حالة اللجوء وكان هذا النوع من الاباء يستثمر في أبنائهم أفضل من الاستثمار في شراء الارض أو العقار ونجح هذا الاستثمار جيدا حتي أصبح كثير من العائلات تعيش علي ما يحوله لهم أبناءهم من الخارج . حتي أصبح صيف تلك السنين يمتليء بالزوار من دول الخليج وتصبح غزة في الصيف وكأنها في عيد ..
دارت الايام.. ومرت الايام .. الي أن أصبح لدينا جامعات في الداخل الفلسطيني علي أرض فلسطين – اعداد هائلة من الجامعات – لا أعرف هل هي جامعات حقيقية أم مشاريع استثمارية ، المهم أن يدفع الطالب رسوم جامعته وليس للجامعة أي علاقة به بعد ذلك مع أنه موجود في كل جامعة قسم خاص في ادارته يتبع خريجي الجامعة ولكنه معطل .
خريجون بالالاف لايعملون شيئا . لايوجد دراسة في أي من الجامعات حول احتياجات السوق من الخريجين . لا تواصل معهم .
فيا جامعاتنا رفقا بأبنائنا ورفقا بابائهم
لماذا لا يذهب وفود من الجامعات الي دول الخليج والسعودية لإيجاد فرص عمل للخريجين من جامعاتنا ..؟
زارني وفد قبل 20 عام من جامعة أمريكية وأخبرني أن خريج كلية الهندسة مثلا يكون محجوز للعمل في الشركات وهو في سنه ثالثه وتقوم بعض الشركات بدفع رسومه الجامعية حتي يعمل لديها عند تخرجه .
اين نحن الان من ذلك .. أرجو أن تكون هناك سياسية عامه لكل جامعة فلسطينية حتي لا يصبح الابناء عبئا علي الاباء علي عكس الايه القديمة .