هل تسهم القرارات و الإدانات الدولية في منع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها الاستيطانية ؟!

12919221_10207435294293753_1026908147_n
حجم الخط

تعمل سلطة أراضي إسرائيل ودائرة التخطيط في وزارة مالية الاحتلال، على مخطط لبناء حي استيطاني جديد في التلة المجاورة لمستوطنة "رامو" بالقدس المحتلة، كما تعمل بلدية الاحتلال في القدس على مخطط لإقامة منتزه في نفس المنطقة.

وذكرت مصادر إعلامية عبرية اليوم الخميس، أن المخطط يشمل البناء في التلة ذاتها بواقع (1435) وحدة سكنية، إضافة إلى مناطق تجارية، في المقابل، وتدعي منظمات تعنى بالبيئة تعارض المخطط، أن التلة هي آخر التلال في القدس والتي تحتوي على تنوع بيئي غير عادي، ولذلك يجب الحفاظ عليها.

قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية خالد العمايرة لـ "وكالة خبر"، إن ضم الأراضي والاستمرار في التوسع الاستيطاني، تأتي في سياق سعي الاحتلال لوقف أي إمكانية متبقية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وتتمتع بالتواصل الإقليمي، مضيفاً أن أي تسوية سياسية في ظل الظروف الحالية لن تكون في صالح الفلسطينيين.

وأوضح المحلل السياسي طلال عوكل لـ "وكالة خبر"،  بأن إسرائيل تعتبر الضفة الغربية والقدس المحتلة بأنها أراضي متنازع عليها وفقاً لقرار 242 ، مضيفاً بأن إسرائيل ترد على القرارات الدولية والإدانات بمصادرة 60% من أراضي الضفة والقدس.

واعتبر المحلل السياسي هاني حبيب خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، أن العملية الاستيطانية جوهر دولة إسرائيل، وأن السياسية الإسرائيلية قائمة على قاعدة "بلا استيطان لا توجد دولة"، مضيفاً أن الهدف من الاستيطان تغير الخريطة السياسية، وذلك لتفرض إسرائيل نفسها على الأطراف الأخرى وبخاصة الجانب الفلسطيني .

وأوضح العمايرة أن هناك تفاهماً ضمنياً تم بين إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي، تقوم إسرائيل بموجبه بالاستمرار بالاستيطان وضم الأراضي، وفي المقابل تكتفي دول الاتحاد الأوروبي بالإدانة اللفظية فقط.

واستبعد عوكل، أن تسهم القرارات وإدانات دول الاتحاد الأوروبي في منع إسرائيل من الاستمرار في الاستيطان ، مضيفاً أن إسرائيل ترد على القرارات والإدانات التي تصدر من مجلس حقوق الإنسان بمقاطعة هذه المؤسسات وعدم قبول قراراتها.

وتابع حبيب، بأن الشركات الأجنبية بدأت بالانسحاب من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية بسبب استمرار مقاطعة منتجاتها .

وأشار العمايرة إلى أن إهمال القضية الفلسطينية عمل على خلق الإرهاب، وحول العالم إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، لافتاً بأنه ما لم تحل القضية الفلسطينية سيبقى العنف والإرهاب منتشراً في جميع أنحاء العالم.

ووصف العمايرة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالصراع الطويل والمرير الذي لا يمكن حسمه بضربة قاضية، معتبراً أن المعركة الديموغرافية معركة حاسمة الكاسب فيها الفلسطينيين إذا ما قامت الفصائل والقوى بدعم صمود الشعب الفلسطيني.

واعتبر عوكل أن الاستيطان والاعتقالات اليومية في مدن الضفة الغربية، أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى تعزيز انتفاضة القدس وزيادة حدتها .

ولفت حبيب إلى أن إجراءات الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين عملت على استمرار انتفاضة القدس وزيادة وتيرتها بشكل متسارع، مضيفاً بأن وجود الاحتلال بحد ذاته جريمة يجب محاربتها.