زيارة وفد السلطة لتعزية الجنرال "الإسرائيلي" .. بين التطبيع والتسوية السياسية

12910111_10207434773760740_1604575760_n
حجم الخط

تداولت وسائل الإعلام الفلسطينية و العبرية أمس أنباءاً عن توجه وفد فلسطيني  لتقديم التعزية لأسرة الجنرال الإسرائيلي "منير عمار"، مضيفةً أنه ترأس هذا الوفد محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، و  بسام الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأن هذه الزيارة جاءت بناءاً على طلب من الرئيس بتقديم التعزية.

و أثارت هذه الزيارة غضب وحفيظة الفلسطينيين، وعبر عدداً من النشطاء عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن أسفهم من تصرف الوفد الفلسطيني، وتقديمه التعزية لأحد قادة الاحتلال، خاصة وأنه كان قائداً لوحدة “حروب” في الجيش الاسرائيلي، وكان مسؤولاً أيضاً عن الإدارة المدنية للجيش في الضفة الغربية، كما ويعتبر من المسؤولين عن الاعدامات الميدانية لشبان انتفاضة القدس.

في إطار تقديم الوفد الفلسطيني التعزية لعائلة الجنرال، قال عضو اللجنة التنفيذية  لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف لـ "وكالة خبر"، إن أي حديث عن لقاءات في ظل ما هو مفترض من مقاطعة شاملة للاحتلال بما فيها إنهاء كل الاتفاقيات، يعد منافياً لما يتم اتخاذه من قرارات في سياق مقاطعة الاحتلال، معتبراً  أن هذا الأمر يضر بالمصلحة الوطنية العامة.

فيما وصف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف ، الزيارة وتقديم واجب العزاء، بالجريمة، التي يجب أن يحاسب من قام بتنفيذها، مضيفاً أن هذه الزيارة تأتي في سياق تقديم النوايا الحسنة للإسرائيليين من أجل العودة لطاولة المفاوضات، وتعتبر هذه الزيارة دليل على هذه النية.

فيما أوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله لـ "وكالة خبر"، أن محمد المدني  يرأس دائرة التواصل المكلفة من قبل الرئيس بالتواصل مع المجتمع الإسرائيلي، والعمل على استمالته، وهذه الدائرة معنية بالتواصل مع فلسطينيي 48، والمجتمع الإسرائيلي ممن يرفضون ممارسات الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو، وأن هذه الدائرة يقع على عاتقها استقطاب المجتمع الإسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية.

واعتبر عطا الله، أن الدائرة قد أخطأت هذه المرة في تقديمها العزاء بجنرال درزي، مضيفاً أن هذه الزيارة لن تحقق الهدف المطلوب، وأنها تسببت  في خلق ردود فعل سلبية من قبل الشعب الفلسطيني.

 وأشار إلى ضرورة أن تأخذ اللجنة بعين الاعتبار ردود الفعل الغاضبة ومشاعر الشعب الفلسطيني، جراء ممارسات الاحتلال التعسفية من اقتحامات واستيطان متواصل وحملة اعتقالات تطال كافة مدن الضفة الغربية.

وأوضح عطا الله ، بأنه هدف الوفد من هذه الزيارة إظهار حسن النوايا، وتوضيح أن المواطن الفلسطيني ليس عنيفاً ولا يرغب سوى بالعيش بأمان وسلام، مضيفاً بأن هذه الزيارات  تأخذ منحنى أخر في الأوساط الفلسطينية.