هكذا وصف أهل غزة عيد الحب فيها , غزة في هذا اليوم تأكد أنها تحب كل شيء في هذه الحياة " حرية , وحدة وطنية , ديمقراطية , كهرباء , مياه , وقود , مواد بناء ..ألخ , هي تحبهم جميعهم ولكن لا شيء من هؤلاء يحبها .
وردة جورية حمراء تتفتح بجانب ركام بيت مدمر , هذه صورة الوضع في مدينة غزة هذا اليوم الرابع عشر من فبراير الذي يصادف "عيد الحب "
ما بين أزمة اقتصادية وحصار سياسي يحاول المواطنون الهروب النفسي من آثار الحرب على غزة , بالرغم من برودة الجو متأثراً بالمنخفض الأخير الذي أصاب المدينة , حيث اكتظت الأماكن العامة بالمواطنين واكتست أبواب المحلات والمطاعم باللون الأحمر خاصة محلات الهدايا والورود , وانتشر الباعة المتجولون الذين يبيعون الورد و البلالين الحمراء في شوارع ومنتزهات المدينة .
وكان لمراسل وكالة خبر جولة في ساحة الجندي المجهول الذي يعد المتنزه الأكبر في غزة , كان جالساً عازف الناي ويتجمع حوله عدداً من المواطنين , يعزف لهم ألحاناً مليئة بالحب , ويقول قاطعاً لحنة موالاً بدايته " أي شيء بعيد الحب أهدي إليك يا ملاكي "
وقال سليم البرديني – عازف الناي : " أنه مهما حصل لغزة من حرب ودمار لاتزال قلوبنا نابضة بالحب , ونحن نحاول تناسي ما حصل, وأن قلوب أهل غزة بيضاء تحيا بالحب , جئت اليوم خصيصاً لكي أشارك الناس فرحتهم ببعض الألحان" .
وقالت " سناء " طالبة جامعية تدرس التمريض أنها كمسلمة لديها فقط عيدان , عيد الفطر وعيد الأضحى , لكنها خرجت في هذه المناسبة مع صديقاتها لتعبر لهم عن الحب الذي تكنه لهن في يوم الحب , وأن قطاع غزة يجب أن يحظى بالحب من العالم اجمع , فمأساته كانت عظيمة وشعبه صامد ومُحِب " .
وكان هناك إقبالاً من المواطنين على محلات الزهور والهدايا التي زُينت باللون الأحمر وقال " سفير الحب " أشهر محلات بيع الزهور في المدينة أن هناك إقبالاً من الناس على شراء الورود وخاصة الحمراء .
وأوضح أن أسعار الورود مرتفعة بسبب الحصار المفروض على غزة , الذي يمنع استيراد الورود من الخارج , حيث أن سعر الوردة الجورية الواحدة 10 شواكل .
وقال الشاب "عمر" أن عيد الحب بالنسبة له يوم سيء يزيد عليه مأساته , مشبهاً نفسه بأسير داخل قفص اسمه غزة , حيث ذكر أنه خريج من جامعة الأقصى منذ 4 سنوات ولم يجد عملاً حتى الآن , وسعى كثيراً للسفر إلى السويد ليكون بجانب من يحبها , وربما يجد عملاً أيضاَ " .
كتب أحد رواد الفيس بوك , " غزة في هذا اليوم تأكد أنها تحب كل شيء في هذه الحياة من " حرية , وحدة وطنية , ديمقراطية , كهرباء , مياه , وقود , مواد بناء ..ألخ , هي تحبهم جميعهم ولكن لا شيء من هؤلاء يحبها "
ومروراً بأزقة " المخيم " كان هناك رجلاً يبلغ من العمر الخمسين عاماً , يصلح أنابيب المياه على باب بيته , حيث دهش من سؤالي الذي كان نصه : ماذا يعني لك عيد الحب؟ فقال بلا مبالاة : لو أن الحب موجوداً لما كان هذا حالنا , وذكر أيضاَ أنه من فئة العمال العاطلين عن العمل منذ سنوات , ويعيل أسرة كبيرة يكتفي بحبها على الرغم من ظروفهم الصعبة ".