سـيـئ لـهـرتـسـوغ جـيـد درعـي !

20163103214420
حجم الخط

السياسيون مثلهم مثل الناس الذي يذهبون الى النوم حين تغطي أجسادهم بطانية رقيقة. يأتي محقق، من الشرطة او من سلطات الضريبة، فيسحب البطانية. هذا عمله. يحتمل أن يجد شيئا، ويحتمل أن لا يجد. عندما تسحب البطانيات توجد كل الامور غير المريحة بأنواعها، وليس بالذات تلك الامور التي كان يجري فحصها. على أي حال، الليلة انتهت ولم تعد. وذهب أيضا يوم الغد. وحتى لو انتهى الفحص بلا شيء، يبقى الاشتباه. حاول المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت، تهدئة هرتسوغ. هذا ليس تحقيقا، قال له: مجرد فحص. ليس مؤكداً أنه يوجد ما يتوجب التحقيق فيه. وكان يمكن لهرتسوغ ان يواسي نفسه بأنه يعرف ما الذي يفحصونه. فمنذ منافسته لشيلي يحيموفيتش، في 2013، يدور الحديث عن قصة جمعية ساعدته خلافا أو تجاوزا لما يسمح به قانون تمويل الاحزاب. واعتقد هرتسوغ بأنه دفن القصة. يتبين انها عادت الى الحياة. غير أنه حتى لو لم يكن في القصة شيء، وحتى لو توصل المحققون الى هذا الاستنتاج بسرعة نسبية، فان وضع هرتسوغ السياسي ليس بسيطا. فقد فقدَ التأييد الذي تمتع به حتى الانتخابات. ويميل حزبه الى تغيير زعمائه مرة كل ولاية. هذا هو الـ "دي.أن.ايه" للحزب. زملاؤه في الكتلة لا يحمونه ولا يخافون منه: في نظرهم هو ورقة تطير في الهواء. والفحص الشرطي هو دعوة لحرب الوراثة، ليس فقط بمشاركة عمير بيرتس وشيلي يحيموفيتش، بل ايضا بمشاركة ارال مرغيت، وربما ايضا ايتان كابل اللذين أيداه في الجولة السابقة. أضيفوا الى هذا بؤس التوقيت – التعرض الى ضربة العناوين الرئيسة في ظل فحص شرطي حول آريه درعي، واذا بالمشكلة تبرز لكم. فالتوقيت ربط هرتسوغ بدرعي: معا يصعدان الى هذه المنصة المريحة. هذا سيئ لهرتسوغ وجيد لدرعي. ليس واضحاً في هذه اللحظة عن أي مخالفات يجري الفحص بشأن درعي. فقد عمل كمواطن خاص وكرجل أعمال 11 سنة. إذا كان كسب في هذه الفترة المال باستقامة واشترى به شققا لأولاده فليس في هذا مخالفة. المخالفة الوحيدة التي يمكن اتهامه بها في هذه اللحظة هي بناء منتجع لعائلته في صفصوفا في الشمال. فالبيت يبدو، في نظرة من فوق على الاقل، اكثر بكثير مما يمكن لزعيم المظلومين أن يسمح لنفسه به. ولكن حب الاستمتاع ليس مخالفة جنائية. ميزة درعي عن هرتسوغ هي أن أحدا في حزبه لا ينفخ في قذالته. من حظ الرجلين أن وسائل الاعلام في هذه المرحلة تعالجهما بحذر. هذا لن يمنع سفك الدماء اليومي القائم على اساس الشائعات من غرف التحقيق. هناك في الجمعيات على انواعها وفي وسائل الاعلام اناس مقتنعون بان لا دخان بلا نار، ولا فحص بلا ذنب. اذا انتهى الفحص بلا شيء فهذا دليل على ان احدا ما أهمل أو احد ما فسد. وفي هذه الاجواء المحوطة بجنون الاضطهاد يبدأ فحصان، لدرعي وهرتسوغ.  

عن "يديعوت"