كأنها استحضرت قول الراحل "محمود درويش": أثر الفراشة لا يرى .. أثر الفراشة لا يزول، بعرض شيق، وبأداء غير مسبوق، يعد أقرب إلى التمرد على المسرح التقليدي، أتحفتنا فنانة المسرح "الأدائي" رهام اسحق، بعبقرية تداخل مشاهد الفيديو ، وخفة أداء الجسد وتعبيراته، مع الموسيقى، والإضاءة.
أداء وإخراج رهام اسحق، ومشاهد الفيديو لعلي الديك، وموسيقى فراس اسحق، بمسرحية "أنا هو أنت" جسدت "انتلجنسيا" المسرح الأدائي، من حيث عبقرية الإخراج والأداء.
رهام أرادت أن توصل الفكرة بهذا العمل الفذ بشفافية إلى المتلقي، حيث أتقنت محاكاة الواقع المؤلم، وسوريالية حياتنا اليومية، وأدخلت "المهرج الهادف" إلى عملها لتظهر ما وصلنا إليه من خواء الروح وخلوها من المشاعر، وهزيمة روح الإنسانية وشفافيتها، لصالح الرياء والفشل، وأرادت أن تظهر كذلك من خلال هذا العمل "المحبوك" بتقنية عالية رغم بساطتها، أن سمو القيم الإنسانية هي المنتصرة إن اعتمدنا محاربة الظلام بالنور، والجهل بالثقافة الحقيقة والكاملة والتي لا تقبل التجزئة، ودور المسرح والفنون الأخرى لهزيمة ما يحاك لنا في الظلام.
هذا الأداء التوعوي التعبيري لرهام وتوظيف الجسد بشكل رئيسي في الأداء المسرحي التعبيري، صورت مشاهد مسرحية "أنا هو.. أنت" بأبهى صور الأداء التعبيريّ الحيّ والإيماء الجسدي من خلال الحركة والرقص، برؤية أداء مسرحي غير مسبوق، يوحي إلى تمرد على المسرح التقليديّ.
الموسيقى، أداء الجسد التعبيري، حوار الذات، الصمت، الإيماء، شكل التعبير والتفاعل مع المشاهد، لغة الجسد، من خلال حركة "الفراشة" والتي رددتها رهام مرات، أظهرت أنها تجيد السيطرة والتحكم لضمان انعكاس عبقرية الإخراج مع متانة النص المكتوب.