كشفت صحيفة الديلي بيست الأمريكية أن هناك 21 جنرالاً أمريكياً في المنطقة الخضراء ببغداد يديرون الحرب على تنظيم الدولة في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن هذا العدد من الجنرالات يعتبر كبيراً بالقياس إلى طبيعة الحرب على التنظيم وأيضاً بالنسبة إلى عدد القوات الأمريكية المفترض أنها موجودة في العراق، حيث إن المعلن هو 5000 آلاف جندي أمريكي في العراق وسوريا، بينهم 3870 مقاتلاً في العراق.
وتشير إلى أن هذا العدد لا يأخذ بنظر الاعتبارات الجنرالات الذين يديرون الحرب الجوية أو أولئك الذين يديرون المعركة بحراً، مبينة أن هؤلاء الجنرالات لديهم غرفة تحكم داخل المنطقة الخضراء المحصنة وهو أكبر من عدد الجنرالات الأمريكان في أي منشأة عسكرية أمريكية أخرى.
وبحسب العدد الذي كشفت عنه الصحيفة، فإن عدد الجنرالات في بغداد قياساً بالجنود يعني أن لكل 416 جندي جنرالاً من دون النقباء الموجودين مع الجيش الأمريكي، مما يؤشر إلى طبيعة البيروقراطية التي يتم من خلالها التعامل مع تنظيم يمتاز بخفة الحركة.
وجود هذا العدد من الجنرالات الأمريكان في بغداد يتنافى مع إدعاء الإدارة الأمريكية بأنها لن تكون في مواجهة مباشرة مع تنظيم الدولة الإسلامية وأن وجودها لقتال التنظيم ما زال قليلاً كما تسوق ذلك للرأي العام الأمريكي، حيث تؤكد الصحيفة أن الإدارة الأمريكية لم تعلن عن وجود قواتها على الأرض في العراق إلا بعد مقتل أحد الجنود بنيران تنظيم الدولة.
وتتساءل الديلي بيست، إذا كانت فعلاً إدارة أوباما لا تريد التورط المباشر بالحرب على تنظيم الدولة وأن وجودها قليل، فلماذا كل هذا العدد من الجنرالات؟
وتفصل أسماء ومهام بعض الجنرالات، ومنهم الجنرال شون ماكفارلاند ونائبيه حيث يوجد واحد منهم على الأقل بشكل متواصل في العراق، والجنرال غاري فلوسكي ونائبيه، حيث يوجد بين العراق والكويت وهو مسؤول عن الحرب البرية، ثم هناك جنرالات آخرون في الاستخبارات والعمليات المستقبلية والاستهداف والدعم.
وتعتبر الديلي بيست أن هذه ليس سوى بداية للمعركة ثقيلة، مؤكدة أن هذه الأرقام لا تشمل العديد من الجنرالات الموجودين في كل من البحرين والكويت لدعم القوات العسكرية الأمريكية، كما أنها لا تشمل عدداً من جنرالات سلاح الجو.
مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية دافع عن وجود هذا العدد من الجنرالات مبيناً أن هناك أنواعاً مختلفة من الصنوف التي تشارك في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، ومن ثم فإن هناك حاجة إلى وجود الجنرالات لتنسيق الحرب على هذا التنظيم.
إلا أن هذا الكلام يتناقض مع ما أكدته مراراً إدارة البيت الأبيض من أن قواتها في العراق ليست في مهمة قتالية فعلية، وبرر المسؤول الأمريكي حديثه بأن وجود هذا العدد من الجنرالات يوفر الدعم للقادة العسكريين العراقيين الذين يخوضون الحرب المباشرة ضد التنظيم.