يصادف اليوم الذكرى السنوية الرابعة عشر لمعركة جنين، والتي سجلت أحد أبرز الملاحم البطولية خلال انتفاضة الأقصى لما لها من رمزية جسدت خلالها الفصائل الفلسطينية أروع أشكال الوحدة الوطنية.
مشاهد بطولية جسدتها فصائل المقاومة خلال المعركة، وشكلت نموذجا يتباهى به الشعب الفلسطيني، في مقارعة الجيش الاسرائيلي في بقعة لا تتجاوز الكيلو متر مربع، وشكّلت الوحدة الوطنية بمشاركة وتلاحم كافة أطياف الشعب الفلسطيني، عجزاً للجيش للإسرائيلي من دخول المخيم لمدة أحد عشر يوماً، إلا بعد أن أخذت قراراً بهدم المخيم وتحويله إلى أنقاض.
قال المحلل السياسي حسن عبدو في تصريح خاص "لوكالة خبر"، إن اليوم يصادف الذكرى الرابعة عشر لمعركة جنين، حيث مارس الاحتلال الاسرائيلي أبشع أنواع الجرائم بحق أهلنا في مخيم جنين، من حصار ودمار، خاصة بعد اتفاق جرى مع قيادات الجيش الاسرائيلي باقتحام المخيم، حيث استعصى حينها الوقوف أمام آلة الجيش الإسرائيلي الضخمة وأمام الإمكانيات المتطورة التي كان يمتلكها الاحتلال الاسرائيلي في ذلك الوقت.
وأضاف عبدو أنه رغم حصار الاحتلال الاسرائيلي وإفراطه للأسلحة التي استخدمها بحق أبناء المخيم، إلا أن الصمود والتحدي بقي عاملاً مهماً وبارزاً في ذلك الوقت، وذلك بتجسيد لحمة وطنية حقيقية من قيادات فصائل العمل الوطني، ما أدى إلى تخليد ملحمة بطولية بجنين.
ووصف الناطق والمتحدث الرسمي باسم حركة فتح فايز أبو عيطة لوكالة "خبر"، معركة جنين بأنها عظيمة ومهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، خاصة بعد مشاركة رجال الأجهزة الأمنية وكوادر حركة فتح وكافة الفصائل الفلسطينية الأخرى، بالإضافة إلى عدد من القيادات على رأسهم أبو جندل وزياد العامر، الذين سطروا أسطورة مشرفة في مخيم جنين، مضيفاً بأن معركة جنين يجب أن تعمم في كافة المخيمات الفلسطينية، نظراً لأن الاحتلال الإسرائيلي تلقى ضربة قاسية في مخيم جنين من صمود وتحدي المقاومة الفلسطينية.
ومن جهته قال الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي لوكالة "خبر"، إن معركة جنين التي شنها وزير الدفاع الإسرائيلي "شاؤول مفاز" أراد أن يحقق من خلالها القتل والدمار وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، بالإضافة إلى تدمير المقاومة الفلسطينية، منوهاً إلى أن المقاومة الفلسطينية بقيت مستمرة حتى يومنا هذا رغم الاعتقالات والقتل والتدمير.
وأضاف الشرقاوي أن اسرائيل كانت تسعى إلى إثبات أن المقاومة الفلسطينية غير مجدية، ولا تحقق أهداف الشعب الفلسطيني، لكن المعادلة اختلفت وأعطت المقاومة درسا للتحدي والصمود وأوقعت العديد من الخسائر في الطرف الاسرائيلي، في حين تكتّم عليه الاحتلال الاسرائيلي في ذلك الحين.
وأشار عبدو إلى أن هذه المعركة ملهمة ومهمة لكل السياسيين والقيادات الفلسطينية بأن تكون درساً لما سجلته الفصائل في معركة جنين من وحدة وطنية نفتقدها اليوم، مضيفا بأن انتفاضة القدس بحاجة إلى إنجاز وطني ووحدة وطنية كما حدث في معركة جنين التي سجلت أروع الملاحم البطولية بصمود أبنائها.
وأكد الشرقاوي على ضرورة قيام القيادة الفلسطينية بتسيير الشعب الفلسطيني خلال هبة القدس، إلى تحرير الارض الفلسطينية من الاحتلال ووحدة وطنية بمشاركة الكل الفلسطيني.
وأوضح أبو عيطة أن الهبة الجماهيرية في القدس والضفة مستمرة حتى الآن، وهناك موجات ثورية متعاقبة لتواصل المعركة مع الاحتلال الذي يمارس كافة أشكال العنف بحق الأرض وأبناء الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن استمرار هذه الهبة بحاجة إلى مصالحة فلسطينية.
