احتمالية نشوب حرب ليست مستحيلة في ظل التوتر القائم

مصطفى
حجم الخط

تصاعدت التصريحات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، تجاه تولد صراع مع حزب الله، في مقابل تصريحات السيد حسن نصر الله التي تؤكد على جاهزية حزب الله بضرب عمق إسرائيل، وذلك نتاج جملة من التطورات السياسية في المنطقة الإقليمية، ما أدى إلى تجنب إسرائيل الإقرار رسمياً باعتدائها على عناصر من حزب الله في منطقة القنيطرة السورية بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة.

بدأ المشهد العسكري والسياسي في المنطقة مليء بالقلق و الخشية الإسرائيلية في مواجهة حزب الله، في حال جاء الاعتداء مغايراً للمتوقع، سواء على الهدف أو المكان أو الاسلوب العسكري في الصراع القائم، أو حتى الأسلوب الاعلامي في تغطية الاحداث.  

وبالإشارة إلى تصريحات حسن نصر الله الأخيرة، التي أتت نتاج تهديدات إسرائيل له، و اغتيال عدد من قيادته في سوريا، فإنها عملت على نشوب صراع جديد بين الطرفين، وفي إطار ذلك اعتقد المحلل السياسي هاني حبيب، بأن الإعلام الاسرائيلي بحديثه عن إقلاع طائرة استطلاع تابعة لحزب الله، أراد التعبير عن التوتر الحاصل بين الطرفين منذ زمن دائم، و من ناحية أخرى يوجد جملة من المتغيرات في المنطقة تجعل من الصراع القائم بين الطرفين احتمالية انفجار المنطقة بأي لحظة كانت.

و أضاف حبيب في حديثه لوكالة "خبر"، أن هذا التوتر يأتي أيضاً في إطار إعلان الإعلام العربي وخاصة الخليجي، بتجريم حزب الله و اعتباره منظمة إرهابية، وهذا أتى نتاج قرار عربي خليجي أمريكي بامتياز، مما خلق توتراً في الساحة اللبنانية، مشيراً إلى أن اندفاع الكثير من المؤسسات الاعلامية الخليجية بالانسحاب من لبنان وإغلاق مكاتبها أتي نتيجة للعديد من الأمور.

و أوضح حبيب بأن إسرائيل تقوم بما يصب في مصلحتها الشخصية فقط، وهي معنية بالمزيد من التوتر، و إحداث صراعات في المنطقة بين العرب، لكي تكسب كل ما تريده دون أي خسارة، منوهاً إلى أن إسرائيل تريد إشعال الأمور في المنطقة لكسب أكبر قدر ممكن من المصالح في سوريا، خاصةً بعد فشلها في ذلك نتيجة الاعتراض العلني لها من قبل إيران و روسيا و حزب الله و سوريا.

و اعتقد بتواجد احتمالات كثيرة لاشتعال حرب شرسة في المنطقة، على الرغم من انشغال حزب الله في الصراع السوري، و لكن لم يمنعه من استمرار تطوير الترسانة العسكرية الخاصة به في لبنان التي تصنع نوع من الرعب لدي الجانب الإسرائيلي.

و من جهته قال المحلل السياسي الدكتور أحمد عوض لوكالة "خبر"، إن فرصة الحرب قائمة بين حزب الله و إسرائيل، و ذلك لعدة اعتبارات منها: كون الصراع القائم ليس بالأساس مع حزب الله بل مع إيران، حيث أن إسرائيل تريد فعل أي شيء لضرب إيران، لكنها غير قادرة على ذلك.

و أشار عوض إلى أن إسرائيل لا تريد أي دولة بأن تطور إحداثيات سلاحها، نظراً لأن التطور الحاصل لدي حزب الله يزعج إسرائيل كثيرا، هذا ما أكده حزب الله بأنه استطاع نشر قواته في سوريا والعمل بشكل قوي على الرغم من خسارته الكثير من قيادته البارزة في الآونة الاخيرة.

واعتبر جملة هذه المعطيات بأنها توضع احتماليات كثيرة لاشتعال لهيب الحرب، التي يتوارد الحديث عنها، وعلى  الرغم من الضعف الذي يمر به حسن نصر الله إلا أن عوض لا يراه ضعفاً بل تكافؤاً من إيران و روسيا عسكريا و مالياً ومعنوياً، فهذا يجعل من موقفه قوياً من جديد في وجه الاحتلال.

وكشفت وسائل الإعلام العبرية عن حالة من الذعر والقلق التي سيطرت على سكان المستوطنات في الجولان والجليل خوفاً من الردّ وتداعياته، الأمر الذي اضطر القيادة العسكرية إلى بث رسائل تطمئن بأن الرد لن يكون فورياً، وطلبت من المستوطنين عدم فتح الملاجئ وانتظار تعليمات مسؤولي الأمن في المستوطنات.

وأوضح حبيب بأن هذه الخشية المصطنعة من قبل إسرائيل، يُحتمل أن توقعها في مشكلة ضخمة مع حزب الله، خاصة في إعلانها بشكل عسكري في ظل الترتيبات العسكرية التي  تقوم بها قوات الاحتلال مع الحدود الفاصلة بين لبنان و الأراضي المحتلة الفلسطينية.

وأضاف حبيب بأن من يجعل موقف حزب الله قوياً، هو الموقف الروسي الذي أصبح موقفه قوياً وأساسياً في الشرق الأوسط على ضوء التداعيات السورية التي جعلت تواجد حلف روسي إيراني و حزب الله لمواجهة الدولة الاسلامية "داعش"، فلذلك في أي صراع إسرائيلي مع حزب الله لن تتركه روسيا يسير كما يحلو لإسرائيل لأنها ليست معنية بوجود أي توتر في المنطقة في ظل الإعلان الواضح من قبل بوتين، و توجيه صفعه قوية لنتنياهو و حكومته.

و نوه عوض إلى أن الحروب الجديدة لا يحكمها حسم حرب بين خاسر ورابح، بل تقوم على تحصيل نقاط، و من يحصل على نقاط أكبر يكون من وصل إلى أهدافه، ويقال عنه الرباح في النزال، هذا ما نراه الآن بوضوح في الصراع القائم بين حزب الله واسرائيل.

وقال عرض إن حزب الله حتى هذه اللحظة هو من حصل على النتائج الأكثر من الجانب الإسرائيلي، وبالحديث عن العلاقة الروسية مع حزب الله، فإنه لا توجد علاقة مباشرة، بل وسيط، وهو إيران، هذا ما يضع احتمالية عدم التدخل المباشر من قبل روسيا في صف حزب الله إلا في حالة تواجد مصالح مشتركة في التدخل، متوقعاً حصول ذلك بالتزامن مع الصراع الروسي الإسرائيلي الذي تلقت من خلاله إسرائيل خسارة لم تشهد مثلها، ما جعلها تخسر بعض نفوذها في المنطقة.