الحكومة ضد اسرائيل

Levi_Eshkol
حجم الخط

ليس في كل يوم، تحظى عائلة مشبوه بارتكاب جريمة خطيرة، يمكن لمن تتم ادانته بها قضاء عشرين سنة في السجن، بمحادثة هاتفية مؤيدة ومساندة من قبل رئيس الحكومة. لكن نتنياهو يعمل كل يوم، بشكل منهجي ومتعاقب، من اجل تقويض مؤسسات دولة اسرائيل وشرائعها. ظاهرا، الحكومة والدولة هما جسم واحد، لكن في الواقع الاسرائيلي اصبحت الدولة عدوا للحكومة.

تحييد الدولة من قبل نتنياهو يتم بطريقة دراسة التنفيذ/تحليل المنظومات. فهكذا تحاول اسرائيل في المهام الأمنية – ضد سلاح الجو المصري في حزيران 1967، او تخصيب اليورانيوم الايراني، أو الأنفاق في غزة – دراسة السلسلة الانسانية والتنظيمية كلها من اجل العثور على نقاط ضعفها.

كعدو للحكومة، يتم تفعيل هذا المنطق ضد دولة اسرائيل ايضا. القيادة السياسية في السلطة التنفيذية ضد السلطة التشريعية، والسلطة القضائية واجهزة الرقابة والرصد والكبح على المستوى المهني، والتي تهدف الى الحفاظ على التوازن.

الهجوم على المحكمة العليا، في مشروع الغاز، ليس شاذا من جانب من يدعم "بشكل شخصي" طلب زوجته الصفيق بعزل قاضية محكمة العمل القطرية، التي تجرأت على منح صفة قانونية للانطباع العام من سلوكياتها المسرفة ازاء المستخدمين الذين يصارعون من اجل لقمة العيش.

نتنياهو والمتملقين له في كتلة اللحس، التي تضم حرابي (جمع حرباء) طويلة اللسان، تتنافس فيما بينها استعدادا لتركيب قائمة الانتخابات القادمة، وتبث بأن المحكمة هي ليست الجهة التي تملك صلاحية تفسير القانون، وانما  هي لاعب آخر على الحلبة السياسية. بالنسبة لهم انها ليست محكمة عليا بل انها تابعة للحكومة، واذا لم تفهم ذلك فسيتم التفسير لها من خلال تغيير التركيبة او نظم تعيين القضاة.

الهجوم على الكنيست ينعكس في قانون الاقصاء، الذي لا يفترض فيه تغيير ميزان القوى الحزبي، لأنه حتى لو تم اقصاء كل نواب القائمة المشتركة الـ13 من الكنيست فسيدخل مكانهم 13 نائبا من القائمة ذاتها، وليس بالضرورة ان يكونوا اقل قتالا. التهديد شخصي ومركز – من يتم اقصاءه يفقد حصانته ويتم اسكاته والا سيتعرض لإجراء جنائي.

وتم تفعيل جهد اساسي ضد مكتب مراقب الدولة، ومكتب المستشار القانوني للحكومة، والنائب العام للدولة، والشرطة. وفي جميعها تم تحقيق الليونة والخنوع. عشية تعيين القائد العام للشرطة، فحص وزير لا يملك احد آخر الصلاحية مثله، مع احد المفوضين الكبار، ما اذا كان يمكن الاتفاق على تمويت ملف منزل نتنياهو. لكن المفوض رفض ذلك وقال للوزير ان الشرطة ستواصل العمل ضد الفساد العام.

مثل هذا الشخص المنغلق تماما لا يصلح لقيادة الشرطة، وتم منح قناع الشرطي مع الرتبة العالية لروني الشيخ من الشاباك، والذي لم يفعل شيئا للشرطة حتى الآن. وينافسه في عدم عمل أي شيء، المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت.

من حظ نتنياهو انه لا توجد معارضة امامه. سواء كان يتسحاق هرتسوغ قد تورط في ملف جنائي ام لا، فانه تعامله الاشكالي مع محاربة الفساد تكشف عشية الانتخابات، عندما عمل على اقصاء مفوض الشرطة المتقاعد موشيه مزراحي، الذي حقق معه في قضية جمعيات ايهود براك. هرتسوغ ليس انقى من نتنياهو بكثير. انه مجرد نسخة داكنة له.

بقيت هناك جزيرة واحدة من الرسمية: الجيش الاسرائيلي. رئيس الأركان غادي ايزنكوت، يشتق كل نشاطاته من فرضية عمل يحتمها الاستعداد للحرب. ولذلك، وضمن امور أخرى، أصر على منع الفراغ في المناصب الرئيسية لقادة الوية العمليات.

يمكن فقط الشعور بالحسد ازاء جارتنا في الشرق، المملكة الأردنية. هناك، حين يمكن للتاج ان يقع على رأس يسود حوله الشك، كما حدث للأمير طلال بعد قتل الملك عبدالله، يجتمع مجلس الأوصياء من اجل الاتفاق على حل لصالح عقلانية الدولة.