حكومــة بيـبي تعمـل ضـد إسرائيـل !

Levi_Eshkol
حجم الخط

لا يحدث كل يوم أن تحظى عائلة مشبوه بجريمة خطيرة قد يحكم عليه بسببها عشرات السنين، أو أن تحظى بمكالمة هاتفية مشجعة من رئيس الحكومة، لكن بنيامين نتنياهو يعمل كل يوم بمنهجية ومتابعة على ضعضعة مؤسسات دولة اسرائيل وقوانينها. للوهلة الاولى يبدو أن الحكومة والدولة هما شيء واحد، لكن في الواقع الاسرائيلي تحولت الدولة إلى عدو للحكومة. إن تحييد الدولة من قبل نتنياهو يتم بوساطة بحث الأداء/ تحليل البنى. هكذا تتصرف اسرائيل في المهام الامنية - كما حدث ضد سلاح الجو المصري في حزيران 1967، أو تخصيب اليورانيوم الايراني أو الانفاق في غزة – تعلم السلسلة الانسانية والتنظيمية كلها من اجل تحديد نقطة الضعف. كعدو للحكومة يتم استخدام هذا المنطق ضد دولة اسرائيل ايضا. المستوى السياسي في السلطة التنفيذية ضد السلطة التشريعية، والسلطة القضائية والجهاز المراقب في المستوى التنفيذي من اجل الحفاظ على التوازن. الهجوم على المحكمة العليا في قضية صيغة الغاز ليس استثنائيا ممن يؤيدون «بشكل شخصي» طلب زوجته، إزاحة قاضية محكمة العمل التي تجرأت على اعطاء صلاحية قانونية للانطباع العام لسلوكها تجاه العمال الذين يسعون لكسب رزقهم. نتنياهو ومتملقوه في حزب اللعق يقولون إن المحكمة ليست المسؤولة عن تفسير القانون، بل لاعب آخر في الساحة السياسية. وإن المحكمة العليا تخضع للسلطة السياسية، وإذا لم تفهم ذلك فسيتم إفهامها عن طريق تغيير الطاقم أو طريقة اختيار القضاة في اللجنة. الهجوم على الكنيست يبرز من خلال قانون التنحية الذي لا يفترض به تغيير موازين القوى الحزبية، لأنه اذا تمت تنحية اعضاء القائمة المشتركة الـ 13، فسيدخل بدلا منهم التالية اسماؤهم في القائمة، وهم لن يكونوا بالضرورة أقل قتالية. التهديد الشخصي – من تتم تنحيتهم يفقدون الحصانة ويتم اسكاتهم، وإلا فسيتعرضون للمحاكمة الجنائية. يبذل جهد كبير في مكتب مراقب الدولة ومكتب المستشار القانوني ونائب الدولة والشرطة. وفي كل هذه المكاتب تم احداث المرونة والخضوع. قبل تعيين المفتش العام للشرطة قام وزير أكثر تخويلا ببحث الامر لدى قائد كبير في الشرطة حول امكانية اغلاق ملف منازل نتنياهو ورفض الضابط اعطاء الرمز قائلا إن الشرطة ستستمر في العمل ضد الفساد العام. شخص منغلق كهذا لا يصلح أن يكون قائدا للشرطة، وقناع الشرطي مع الرتب أعطي لروني ألشيخ من «الشاباك» الذي لم يفعل في الشرطة أي شيء بعد، وينافسه في عدم فعل أي شيء المستشار الجديد افيحاي مندلبليت. ولحسن حظ نتنياهو لا توجد أمامه معارضة، وسواء تورط اسحق هرتسوغ جنائيا أم لا فان تعامله السيئ مع النضال ضد الفساد تم كشفه عشية الانتخابات عندما عمل على ابعاد موشيه مزراحي الذي قام بالتحقيق معه في قضية جمعيات ايهود باراك. هرتسوغ ليس أنظف من نتنياهو بكثير، إنه مجرد نسخة غير واضحة عنه. بقيت جزيرة واحدة من الرسمية هي الجيش الاسرائيلي. رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، يستمد كل أفعاله من الاستعداد للحرب. لذلك صمم على منع افراغ منصب رئيس كتيبة العمليات من مضمونه، حينما تم استدعاء بوخرس الى موضوع آخر، جاء نتنياهو وكأنه يعطي الغطاء لرئيس الاركان، وغرس هاتفا في ظهره.