يعاني قطاع غزة من حصار خانق امتد إلى أكثر من عشرة أعوام، تعرض خلالها الصيادون إلى العديد من المضايقات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنه سمح أمس بزيادة مساحة الصيد من 6 أميال بحرية إلى 9 أميال وسط وجنوب قطاع غزة.

تهافت الصيادون مع بزوغ الشمس، كأنهم متسابقون إلى رزق ثمين، حيث قاموا بدخول البحر لكسب رزقهم، لكن جاءت النتيجة مخالفة لما تصوره الصيادون والمواطنون الذين تأملوا تناول الأسماك التي حرموا مذقها.

وقال الصياد مخلص الهمس لوكالة "خبر"، إن الصيد ليس بجيد بتاتاً و كميات السمك التي خرجنا بها هذا الصباح أقل من أيام ما كان عليه البحر 6 أميال بحرية، لافتاً إلى أن أسعار السمك مرتفعة كما هي باستثناء "اللوكس" الذي انخفض سعره من 120 شيقلاً إلى 90 شيقلاً.

وأضاف، بأنه تفاجأ عندما خرج على ميناء دير البلح، التي كان فيها الكثير من المواطنين الذين ينتظرون شراء السمك، لكنهم عادوا لمنازلهم كما عاد الصيادون بخيبة أمل كبيرة.

وأشار البحري أبو محمد إلى أن المنطقة التي شملتها التوسعة لا يوجد فيها سمك، نظراً لأنها منطقة مستوية ولا يوجد بها عمق، كما يوجد الكثير من الصخور في المنطقة التي تعيق عملية الصيد، مضيفاً بأن الاحتلال الإسرائيلي يدرك تماماً أن التوسعة في هذه المنطقة غير مفيدة للصيادين.

و أوضح الصياد وائل قرعان، أن المنطقة المناسبة للصيد هي المنطقة الشمالية من وادي غزة وسط القطاع وحتى السودانية شمال القطاع، لكن هذه المنطقة لم تشملها التوسعة.

وأشار إلى أن هناك مشاكل وقعت مع الصيادين في عرض البحر، بسبب ضيق المساحة وتكدس الصيادين في مساحة محددة.

 وقال نقيب الصيادين نزار عياش لوكالة "خبر"، إن زيادة مساحة الصيد للصيادين لم تحقق الفائدة المرجوة منها، بل كانت مخيبة للآمال، موضحاً أنه نحو(1000) صياد تمكنوا من دخول البحر وعادوا بكميات أقل من المعتادة، لأن المنطقة الجديدة رملية لا تتوفر فيها الأسماك.

وأكد عياش على أن مساحة الصيد وبلوغها 9 أميال غير كافية، خاصة وأن كافة الصيادين الفلسطينيين تركزوا فيها، وكان الصيد مخيباً سواء من ناحية الكم والنوع.

وأوضح عياش، أن كمية الأسماك التي خرج بها الصيادون صباح اليوم، كانت ضئيلة ولا تكاد تذكر في أعمال الصيد البحري، مشدداً على أن المساحة المطلوبة للصيادين حتى يصبح الصيد وفيرا ومجدياً، يجب ألا تقل عن 20 ميلًا بحريًا.

ويذكر أن الاحتلال الإسرائيلي سمح أمس، بزيادة مساحة الصيد من 6 أميال بحرية إلى 9 أميال، وسط وجنوب قطاع غزة، ما سبب في تدافع الصيادين ظهر أمس، ليعودوا دون جدوى حقيقة في مصدر رزقهم الوحيد، والذي يحاربهم الاحتلال فيه.