ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن وزارة السياحة الإسرائيلية أعدت اليوم، خريطة رسمية تظهر عشرات المواقع للسائحين في القدس المحتلة، وبضمنها المستوطنات والمدارس الدينية التلمودية، في حين تخفي المواقع الإسلامية والمسيحية، ولا يظهر منها إلا موقع إسلامي واحد وخمسة مواقع مسيحية فقط.
قال المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي لوكالة "خبر"، إن أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون حاول من خلال أبحاث بيولوجية، إثبات أن الفلسطينيين تعود أصولهم لليهود، واعتبر بأن الناس الذين تواجدوا في فلسطين هم بقايا اليهود، في حين أن الأبحاث التاريخية التي جرت لم تثبت أي وجود لليهود في فلسطين.
وأوضح المحلل السياسي علاء خضر، أن الدليل السياحي في مدينة القدس يحتوي فقط على المناطق التابعة لإسرائيل، وذلك لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية وإخفاء التراث الإسلامي، مضيفاً بأن المرشد الذي يرافق المجموعات السياحية يقدم معلومات تضليلية ويُظهر الرواية الإسرائيلية في مقابل إخفاء الرواية الإسلامية لمدينة القدس.
وقال المحلل السياسي هشام أبو هاشم لوكالة "خبر"، إن إسرائيل تحاول منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية طمس كل المعالم العربية، مركزة في مجهودها على مدينة القدس، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى من خلال الجدار الفاصل وعزل الأحياء العربية في القدس، إلى إبقاء القدس ذات أغلبية يهودية، وأن عدم تبنيها للمواقع التاريخية الإسلامية والمسيحية يدلل على عنصريتها.
ولفت المحلل السياسي جهاد حرب إلى أن هدف إسرائيل من هذه الخريطة هو استكمال سياسة التهويد التي تتبعها، وإعلام المجتمع الدولي بأن مدينة القدس هي مدينة يهودية ولا يوجد فيها معالم للتاريخ الإسلامي، مضيفاً بأن هذه الخريطة تأتي ضمن سياسة حكومية قاضية بتهويد مدينة القدس.
وأشار الهندي إلى فشل محاولات إسرائيل في تزوير ومحو الخارطة الإسلامية للقدس، في حين نجح الجهد الإسلامي والمسيحي في إعطاء مدينة القدس مكانتها التاريخية على مر العقود الماضية، موضحاً بأن إسرائيل نجحت في تغيير الأسماء العربية والإسلامية عن طريق السلاح، في حين نجح الفلسطينيون بإعادة صياغة التغيير دون سلاح.
وذكر خضر أن ما تقوم به إسرائيل من تزوير التاريخ ومحو الخارطة الإسلامية لمدينة القدس، يؤثر على عقول السواح القادمين لزيارة الأماكن التاريخية في فلسطين، نظراً لغياب الرأي الآخر بالإضافة إلى أن هناك حرب تسمى "حرب الأسماء" حيث تقوم على عبرنة أسماء القرى والبلدات الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه يتم استبدال حجارة منقوش عليها نقوش إسلامية بحجارة ذات نقوش عبرية في مدينة القدس.
ولفت أبو هاشم إلى أنه عندما قامت إسرائيل ببناء أول مستوطنة لها في فلسطين قامت بتغيير الكثير من أسماء المدن والبلدات الفلسطينية التي هي من أصل كنعاني إلى أسماء يهودية.
وتابع حرب، أن إسرائيل تحاول الترويج ليهودية المدينة المقدسة، لكنها عملياً لا تستطيع ذلك، نظراً لأن الأسماء والمعالم الحضارية الإسلامية والمسيحية ما زالت موجودة في مدينة القدس، لم تستطع إسرائيل خلال 68 عاماً من محو وجودها.
وعبر الهندي أنه منذ عام 1967م تحاول إسرائيل تهويد مدينة القدس، لكنها فشلت وتفاجأت بالحقائق على أرض الواقع، والتي تشهد بأن فلسطين إسلامية ومسيحية وعربية، لافتاً إلى أن إسرائيل تعاني من انتشار الفلسطينيين أكبر بكثير من انتشار اليهود في القدس الكبرى.
وأكد خضر على أن كل من يحاول تثبيت الوجود العربي والإسلامي في القدس يتعرض للاعتقال، وأن إسرائيل اعتبرت مصاطب العلم في المسجد الأقصى غير قانونية وأنها تدعم الإرهاب.
وأوضح أبو هاشم أن مشروع القدس الكبرى هو موضوع قديم جديد تمارسه إسرائيل بشكل تدريجي، هدفه بأن تكون غالبية السكان إسرائيليين، لافتاً إلى أنه يجب الرد الفلسطيني على تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها بالوحدة الوطنية بين شطري الوطن.
وأكد حرب، على ضرورة تصدي الفلسطينيين لمحاولات التهويد، بتجسيد الأمر الواقع في المدينة المقدسة، ودحض الدعاية الإسرائيلية التي تتحدث عن يهوديتها.