«اتخذتُ في قرارة نفسي قراراً بأنه يجب الإنهاء، أريد أن أقوم بأمور أخرى. وثمة حقيقة أخرى هي أنني يئست منه (من نتنياهو – ر. ب). عرفت الكثير من رؤساء الوزراء، لم يكن أي منهم طاهراً أو قديساً. أيضا اريك (شارون)، أعرفه جيدا. لم يكن نموذج قديس، ولكن كانت لهم ميزة واحدة مشتركة: عندما وصلوا إلى نقطة تعارضت فيها المصلحة الشخصية مع المصلحة الوطنية كانت المصلحة الوطنية تفوق دوماً، الا اثنين لا يمكنني أن اقول هذا عنهما – بيبي وباراك». هكذا، في حديث شخصي وصف مئير دغان على مسمعي سبب استقالته من منصبه كرئيس لـ «الموساد». بعد عملية زراعة الكبد التي اجتازها دغان قررنا ان نلتقي في أحاديث طويلة، أردت أن احصل من دغان على روايته لأحداث أمنية وسياقات اتخاذ القرارات في المفترقات المركزية والسرية التي كان فيها. تحدث دغان معي بانفتاح وحدة، ولم يوفر أيضا الانتقاد اللاذع. مضمون هذه الاحاديث لم ينشر أبدا، حتى هذا الاسبوع. المقابلة مع مئير دغان، الذي توفي، الشهر الماضي، بعد صراع طويل مع السرطان، ستظهر اليوم الجمعة في العدد المزدوج والاحتفالي لملحق «7 أيام». لقد عني رئيس «الموساد» الأسبق كثيرا في احاديثنا بخلافاته مع رئيس الوزراء نتنياهو. فقد روى مثلا بأنه كانت عمليات لـ «الموساد» اعطى نتنياهو لها ضوءاً أخضر، ولكن دغان كان يعرف بأنه بعد قليل سيندم أو، بلغة دغان، أن»خصيتيه ستسقطان». *ماذا كنت تفعل في حينه؟ -»أحب الفلافل، جدا. لاني أعرف بأنه سرعان ما سيدعوني للعودة، كنت اسافر الى سوق محنيه يهودا (على مسافة بضع دقائق من ديوان رئيس الوزراء – ر. ب)، لاشتري الفلافل، وأنتظر الهاتف، ولا أبدأ بالسفر عائدا إلى تل أبيب. وعندما كنت اكون أقل ثقة، كنت اصل حتى مطعم الاكراد في مفسيرت تسيون او الحمص في أبو غوش (10 – 15 دقيقة عن الديوان – ر. ب) وانتظر هناك. المهم ألا أكون بعيدا عن القدس. صدقني، اقول لك في نظرة الى الوراء، لم اخطئ في أي مرة. كان دوما يدعوني لأعود. «بيبي هو أسوأ مدير عرفته. الأمر الاسوأ، توجد فيه خصلة معينة يشبه فيها ايهود باراك – كلاهما يخيل لهما انهما الاكثر عبقرية في العالم، ولا يلاحظان ما يريدان حقا. هو رئيس الوزراء الوحيد، وفكر في هذا، الذي وصل الى وضع كان فيه الجدال غير شخصي، بل جوهري، لم يأخذ فيه كل جهاز الامر في واقع الامر موقفه». ويقصد دغان الصدام الاكثر حدة بين نتنياهو ودغان على خلفية خطط الهجوم الاسرائيلي على المشروع النووي الايراني. فقد عارض دغان هذه الخطوة بشدة. وقضى بأن «فرضية العمل بأنه يمكن أن نوقف بشكل كامل المشروع النووي الايراني من خلال هجوم عسكري ليس صحيحا. فهذه القدرة العسكرية غير موجودة. لا يمكن فقط إلا التأخير وحتى هذا لفترة زمنية محددة. «اذا هاجمت اسرائيل فان خامينئي سيشكر الله: هذا سيوحد الشعب الايراني خلف المشروع ويسمح لخامينئي بأن يقول انه حتى الان كان هذا مشروع سلام، ولكن لأن دولة الارهاب هاجمتنا، فنحن ملزمون بأن نجعل المشروع عسكريا كي ندافع عن أنفسنا». استخباريا، اضاف دغان، اعتقد بأن الايرانيين أبعد عن القنبلة مما هو دارج الافتراض، حتى داخل أسرة الاستخبارات. *هل قلت هذا لنتنياهو وباراك؟ -»قلت رأيي هناك بذات القطع مثلما اقوله الان. أحيانا رفعت الصوت، فأنا أغضب بسهولة واتحدث بشغف. اعتقد ان على اسرائيل ان تطور قدرة الهجوم على ايران. من المهم أن يكون لنا خيار، ولكن ليس من أجل أن نستخدمه. الاثمان أكبر من الارباح». جاء من مكتب رئيس الوزراء نتنياهو التعقيب التالي: «اقوال مئير دغان اثناء الكفاح ضد البرنامج النووي الايراني مست مسا شديدا بهذا الكفاح». وجاء من مكتب ايهود باراك التعقيب بأن: «قدرت وأحببت مئير، ولكن مثلنا جميعا كانت لمئير اخطاء ايضا، احيانا في الحكم على الاشخاص واحيانا أيضا على الاوضاع».
الأمم المتحدة: لبنان يُواجه أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
06 أكتوبر 2023