بقي عشاق ريال مدريد على أعصابهم حتى الدقيقة 63 وفريقهم متأخر بهدف وحيد، وهو غير قادر على فك طلاسم سيطرة خط الوسط التي فرضها برشلونة منذ البداية، كما أن هناك خلل في الأطراف وعدم القدرة على الوصول لمرمى برافو، إلا في حالات غير مؤثرة.
جاءت الدقيقة 63 وكان بنزيمة حاضرا كعادته في مواجهة برشلونة، سجل هدفا رائعا، مسح به جميع إخفاقاته في المباراة، سواء بالفرصة الخرافية التي أضاعها أمام بوابة مرمى برافو، أو تمريراته العشوائية وحركته المتثاقلة.
وصلت الدقيقة 86 وقبلها أمور كان لا بد من تذكرها جيدا، هدف جاريث بيل الصحيح الذي ألغاه قرار الحكم، طرد المدافع سيرجيو راموس، واستعادة ريال مدريد جزءا من هيبته.
كريستيانو رونالدو أبى إلا أن يظهر ولو بلقطة واحدة استغل فيها ضعف تركيز مدافعي برشلونة وسجل الهدف الثاني الذي ضمن الفوز لريال مدريد، فاصطاد من خلاله أكثر من عصفور بنفس الحجر، بالثأر من خسارة الذهاب على السنتياجو بيرنابيو وضمان ثلاث نقاط مهمة في مسيرة المنافسة على لقب الدوري الإسباني، وتعزيز رصيده التهديفي في الكلاسيكو.
لو تصورنا أن كريستيانو لم يسجل هدفه، فكيف كان التعامل سيتم مع نتيجة المباراة بالتعادل 1-1:
- الجميع سيتفق على أن برشلونة حسم لقب الدوري بالحفاظ على فارق النقاط العشر.
- الإشادة بمدرب برشلونة باعتباره نجح في فرض أسلوبه بالسيطرة على الوسط، وتوظيف إمكانيات لاعبيه بالشكل الأمثل.
- اعتبار أن التعادل هو بمثابة الفوز لبرشلونة الذي أكمل المباراة رقم 40 دون خسارة.
- الهجوم الشديد على المدرب زين الدين زيدان، واتهامه بالفشل في وضع الخطة المناسبة للتغلب على سيطرة خط وسط برشلونة وقدرة مهاجميه في الوصول إلى مرمى كيلور نافاس، الذي كان النجم الأول في الفريق الملكي.
- انتقاد زيدان بسبب صبره على وجود غاريث بيل وكريم بنزيمة لفترة طويلة في الملعب نظرا لأدائهما السلبي، وعدم استخدام سلاح الأطراف في الإجهاز على مقاومة دفاع برشلونة الضعيفة.
- انتقاد سيرجيو راموس بشدة لإصراره على ارتكاب الأخطاء وهو حاصل على الإنذار الأول، خاصة وأنه أفلت من العقوبة بعد عرقلته ليونيل ميسي على حافة الجزاء.
- اختفاء اسم كاسيميرو الذي اعتبر أحد النجوم الذين صنعهم زين الدين زيدان وبدأ بالاعتماد عليهم، فالفوز ساهم في مدحه بشكل كبير، ولكن التعادل والخسارة كان سينسي النقاد حتى اسم هذا النجم البرازيلي القادم بقوة.
- هجوم أنصار ريال مدريد على كريستيانو رونالدو بسبب عدم ظهوره في المباراة واختفائه لفترات طويلة، على الرغم من حسنته الوحيدة بالكرة التي أطلقها وارتدت من العارضة، وقد تكون النتيجة سببا في رحيله عن ريال مدريد بعد إطلاق صافرات الاستهجان من قبل جمهور الملكي في المباراة الأولى التي يخوضها على السنتياجو بيرنابيو.
التحليل السابق هو مجرد افتراض لما سيكون، لو أن كريستيانو رونالدو لم يسجل هدفه الرائع، فالنقاد والمحللين كانوا سيقلبون الطاولة على الملكي، لكن الفوز فرض تغيير وتيرة النقد، وأنسى الناقدين ما حدث من مجريات وبعض السلبيات والهفوات، فرفع زين الدين زيدان على الأكتاف، بعد أن نجح فيما فشل فيه الكثير ممن سبقوه في قيادة الملكي، وهو منطق الفائز دوما..فمرحى لمن يفوز، لأن التاريخ لا يذكر سوى المنتصرين.