حكومة قوية رغم الصعاب والتحديات!

77
حجم الخط

بقلم / رامي العف

لما كانت السياسة هي فن إدارة الأزمات، والأزمات هي التحديات سواء كانت اقتصادية أو خدماتية أو أمنية أو سياسية أو حتى تأهيلية، والمعيار لقياس قوة أي حكومة هو مدى معالجتها لتلك الأزمات، إضافة إلى مدى تطبيقها للرؤى والخطط الإستراتيجية التي وضعتها في جدول أعمالها. مر أكثر من عام على تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله وهي في معركة شرسة ومفتوحة مع أعداءها من الخارج والداخل، مر أكثر من عام على تشكيلها وهي تقف على بحر من الخراب والدمار والأشلاء الممزقة نتيجة للإرهاب الصهيوني، بل أن هذه التحديات والصعوبات تزداد قوة وضراوة من داخل العملية السياسية وخارجها، واهم تلك التحديات هي محاولة أكثر من طرف إضعاف وإسقاط هذه الحكومة والعودة بالأمور إلى المربع الأول!!

 قد نختلف في حجم أخطاء الحكومة وكبواتها، وقد لا نتفق في طريقة أدائها ومعالجتها للأمور في هذا الموضوع أو تلك الحادثة، ولكن الذي لا يمكن أن يُفهم هو أن نلقي بتبعات (كل) المسؤولية على الحكومة وحدها وتتنصل الجهات الداخلة في العملية السياسية من مسؤوليتها وتلقي بالتبعات على عاتق الحكومة، والأدهى من ذلك عندما تسعى هذه الجهات ومن خلال الإستقواء ببعض الدول والحكومات إلى هدم كل المكاسب التي تحققت والعودة بالعملية السياسية إلى الوراء، وهي تدرك أن الارتماء بأحضان الخارج والتسكع على أبواب السفارات له أستحقاقته، أهمها أن تفرض تلك الدول أجندتها في فلسطين، فأين ذلك من الوطنية؟!!

وهل كل ذلك من أجل حلم الوصول للكرسي أم أن الأموال التي تدفع من تلك الدول (قد) يسيل لها اللعاب، أم أن فلسطين ابتليت ببعض الساسة ممن تركزت به ثقافة التآمر؟!! ومن هنا لا مجال للتفكير بغير النصر على هؤلاء وتحقيق هذا النصر من مسؤولية الجميع وليس الحكومة فقط، المسؤولية هي مسؤولية السياسي والإعلامي والمثقف والعامل والطالب ، ولا يمكن لأحد التنصل من هذه المسؤولية لأن فلسطين من مسؤولية الجميع وليس الحكومة وحدها، والوطنية هي أن تعض على جراحك وتتنازل عن حقوقك وتتوحد مع الآخر من أجل مصلحة  الوطن، . أمام الحكومة صعوبات كبيرة وخطرة ولكن ليس لها خيار غير خيار النصر والوصول بطموحات الشعب الذي بارك تشكيلها وعول عليها الكثير من الطموحات والآمال إلى بر الأمان، ففلسطين فلسطيننا جميعا، ومسؤولية بناء دولتها والحفاظ عليها مسؤوليتنا جميعاً، مسؤولية الجميع الشرعية والأخلاقية والوطنية والتاريخية ولا مجال للتنصل من ذلك.