كلما فقد اليسار سيطرته زاد سعيه لتجنيد العالم ضد إسرائيل

5af73f47ed701cf3b43a1fb99505cfc4
حجم الخط

«إنتاج ضخم، ذروة الحملة التي ستحرج اليمين وتعطي دفعة لمعارضي الاحتلال». نشر الصحافي ياشي فريدمان، أول من أمس، في موقع «ميداه» عن انتظام شخصيات رفيعة من اليسار في الاعلام والاكاديميا، والتي تخطط في حزيران 2017، في ذكرى مرور خمسين سنة على حرب «الايام الستة»، «احتجاجا ضخما» ضد استمرار سيطرتنا على «يهودا» و»السامرة». من خلف هذا الانتاج الضخم يقف نشطاء متطرفون من اليسار أقاموا منظمة، اضافة الى المنظمات الألف القائمة تحت الاسم غير الجديد تماما «انقذوا اسرائيل – أوقفوا الاحتلال». الفكرة هي تجنيد شخصيات بارزة هنا وفي الولايات المتحدة والإساءة لإسرائيل، والإساءة لمعسكر الاغلبية الاسرائيلي وافساد الاحتفالات بوساطة الادعاءات المعروفة. ومن اجل ذلك يجندون ملايين الدولارات في البلاد وفي العالم عن طريق الصناديق اليسارية المعروفة. في مقابلة مع الاذاعة ظهر عكيفا الدار وهو يحث يهود الولايات المتحدة («نحن اليهود الليبراليين») على الاتحاد تحت الهدف المشترك وهو محاربة الفاشية. وأضاف: «نحن ايضا عندنا ترامب الخاص بنا ويسمى بيبي نتنياهو. الآن تستطيعون تذوق ما نشربه وما نأكله هنا كل يوم». ويتبين أيضا من أقواله أن لليسار الاسرائيلي والأميركي هدفا مشتركا. «وضع نتنياهو في موقف صعب جدا، حول موضوع المبكى ومكانة الحركة الاصلاحية». هنا أقول لزعماء الحركة الاصلاحية إن جزءاً من اليسار العلماني يستخدم القضايا الدينية للأهداف السياسية. وقال الداد إنهم سيحاولون «فرض الانتظام على حزب العمل وعلى حزب يوجد مستقبل، حيث إن عددا من اعضائه سيشعرون بعدم الراحة اذا رفضوا الانضمام الينا». من المهم معرفة ماذا يعتقد لبيد بشأن هذا الامر. ودون هذا الانكشاف للاعلام ايضا يمكن القول إن هذا هو الوضع في الذكرى الخمسين لـ «توحيد القدس» وعودتنا إلى ارض آبائنا في «يهودا» و»السامرة». النقطة التي تتوضح هي خطورة اليسار الراديكالي: كلما فقد سيطرته على الرأي العام ومراكز القوةزاد سعيه الى تجنيد العالم لفرض خطط انتحارية سياسية خاصة به. وتوجد اليوم جهات في اليسار تتعاون مع منظمات الـ «بي.دي.اس» على أنواعها ويتوقع اتساع هذه الظاهرة. بعد موته ترك رئيس «الموساد» السابق، مئير دغان، نقاشات اختارت الصحيفة منها ما يسيء لرئيس الحكومة نتنياهو. وحسب رأي دغان، جميع رؤساء الحكومات الذين عرفهم وضعوا المصلحة القومية قبل المصلحة الشخصية باستثناء نتنياهو وباراك. دغان ليس معنا الآن من اجل أن نقوم بفحص اقواله، و»يديعوت» من ناحيتها ستنشر بعناوين رئيسة أقوال موظف هندي من نيودلهي مستعد للتحريض على نتنياهو. ومع ذلك فان دغان لم يسبق له أن وقف على رأس الدولة، ونظرته تقتصر على زوايا معينة. تلك الاشياء التي قيلت باسمه، يمكن قولها عن المحرض. أي: في لحظة تدخل المصلحة الشخصية بشكل زائد عن اللزوم تضيع القدرة على محاكمة الامور لدى المحارب الشجاع ويظهر بدل ذلك «الحسد». لم أشاهد برنامج «ظل الحقيقة» حول الشكوك في ادانة رومان زدوروف في قضية تئير رادا. سمعت الانتقاد من رئيسة محكمة العدل العليا عن خطورة بث كهذا، الامر الذي يخلق «جهازا قضائيا بديلا» ودعوة المدعي العام حول «المسؤولية الملقاة على كل واحد وواحدة منا بالتوحد حول قرار محكمة العدل العليا». نحن ندرك أهمية انتقاد السلطة التشريعية والتنفيذية. هذا الانتقاد الذي هو «روح الديمقراطية». لماذا نعفي السلطة القضائية من الانتقاد؟ لا سيما في ظل استقلالية محكمة العدل العليا هناك أهمية كبيرة للانتقاد والجدال بخصوص قراراتها. لا يوجد في الارث القضائي التحليلي والفلسفي للشعب اليهودي ظرف كان فيه جسم – بغض النظر عن حجمه واحترامه – يدعي المسؤولية الوحيدة حول تفسير القرارات. الاستئناف والقرار هما روح التلمود. ايضا بعد انهاء «الطاولة الجاهزة» قام الكثيرون ورفضوا ما قاله كبير الاجيال، يوسف كارو. الانتقاد لا يعني الهجوم.