رفعت عناصر تابعة لحركة حماس، صورة خامسة تحمل شارة الاستفهام إلى جانب صور الجنود الأربعة التي أعلنت عنهم كتائب القسام مؤخراً، جاء ذلك خلال فعالية للأسرى، نظمتها حماس، أمام منزل الأسير حسن سلامة، وفتحت هذه الصورة موجة جديدة من التساؤلات حول عدد الجنود الإسرائيليين في قبضة كتائب القسام الجناح المسلح لحماس، في قطاع غزة.
قال المحلل السياسي جهاد حرب لـ "وكالة خبر"، إن حركة حماس تحدثت عن عدة إشارات تدلل على وجود عدد آخر من المختطفين في قبضتها، لكن لا يوجد وضوح حول ما ترمز إليه الصورة الخامسة والتي حملت إشارة الاستفهام، مضيفاً أن حماس تريد إرسال رسالة للإسرائيليين بأن هناك أشخاص آخرين في قبضتها تتجنب الحكومة الإسرائيلية الحديث عنهم.
واعتبر المحلل السياسي هاني حبيب، أن هذه الصورة تدل على وجود المزيد من الأسرى في قبضة القسام، وذلك من أجل وضع الجانب الإسرائيلي في خانة ضيقة، موضحاً أن دلالة شارة الاستفهام ليست بالضرورة وجود جندي آخر لدى حماس، بل من الممكن أن تدلل على وجود معلومات لدى حماس لن تفصح عنها إلا في إطار صفقة للتبادل.
وأشار المحلل السياسي طلال عوكل، إلى أن ما تقوم به حركة حماس هو تكتيك تفاوضي يدل على حنكة سياسية تعمل على إرباك الجانب الإسرائيلي، موضحاً أن علامة الاستفهام تدل على وجود عدد غير محدد من المختطفين، على الرغم أن قناعات المستوى الإسرائيلي بوجود أربعة جنود فقط لدى حماس.
واعتبر عوكل، أن هذا الأمر يُثير حدة التساؤلات الإسرائيلية في وجه حكومتهم، ويدفع المجتمع الإسرائيلي للتساؤل حول مصداقية الحكومة بشأن عدد الجنود المختطفين ومصيرهم.
ولفت حرب إلى أن جزء من اللقاءات التي جرت بين وفد حركة حماس والمخابرات المصرية في القاهرة كانت تتعلق بصفقة تبادل للأسرى، موضحاً بأن نتائج اللقاءات ما زالت غير واضحة.
وتابع عوكل، أن حركة حماس تريد استثمار الفرصة لتفرض شروطها مقدماً على الجانب الإسرائيلي، مضيفاً أن أهم هذه الشروط يتمثل في الإفراج عن 70 أسيراً من صفقة "شاليط" أعادت إسرائيل اعتقالهم.
مشدداً على أن ما تقوم به حركة حماس يُشير إلى البدء في تناول ملف الجنود المختطفين.
وفي الحديث عن احتمالية اندلاع مواجهة جديدة مع العدو الإسرائيلي، أوضح حرب أن حركة حماس غير معنية بمواجهة عسكرية قريبة، مضيفاً بأن تصريح حماس أن الضغط يولد الانفجار، يأتي في إطار التهديد والعمل على إظهار قوتها في وجه الممارسات الإسرائيلية.
وقال حبيب إن الوضع الخانق في قطاع غزة نتيجة اشتداد الحصار الإسرائيلي، يولد أزمات حادة قد تنفجر في وجه الاحتلال وقد تنفجر في وجه آخرين أيضاً.
وشدد عوكل على أن حركة حماس تكرس عملياً استنتاجات دولية وإسرائيلية تحدثت عن قابلية الوضع في قطاع غزة للانفجار، مشيراً إلى أن تصريح حماس بأن الضغط يولد الانفجار، يأتي في إطار التهديد، وأن استمرار وقف تدفق الإسمنت لقطاع غزة لا يدفع حماس للمغامرة في تفجير الوضع العسكري مع إسرائيل وتحمل تبعات ذلك.
وقال حرب إن فتح معبر رفح يعتمد على الشرط الدائم لدى النظام المصري المتمثل في إشراف السلطة الفلسطينية على معبر رفح، والتأكد من حسن نوايا حركة حماس فيما يتعلق بالحدود والعلاقة مع التنظيمات المتشددة الموجودة في سيناء.
و أشار حبيب إلى أن كل ما تم تسريبه حول الملفات التي تم طرحها خلال اللقاءات التي جرت بين وفد حركة حماس والمخابرات المصرية في القاهرة موضع شك، وذلك لعدم وجود أي تصريح رسمي بما تم تناوله خلال اللقاءات، مؤكداً على أن الأمر يحتاج للمزيد من الوقت للاطلاع على حيثياته.
واعتبر عوكل أن الأبواب ما زالت مفتوحة لتحسين الأوضاع في قطاع غزة، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل أن تظهر للعلن، موضحاً أن تحسين الأوضاع وتخفيف الحصار عن غزة مرتبط بملف المصالحة الفلسطينية.