مخلوقات متوحشة تخطف الصهيونية !

0162923_1636669669291_1013211123_31703189_1716875_n-294x300
حجم الخط

عندما استخدم البروفيسور يشعياهو ليفوفيتش اصطلاح يودو – نازية في بداية الثمانينيات، ضجت البلاد. فقد خلط ليفوفيتش اليهود بالنازيين، تركيبة متفجرة على نحو خاص، ليجعل منها مخلوقا انسانيا جديدا. في تلك الايام البعيدة كان ينظر الى ليفوفيتش بانه هاذٍ، منقطع عن الواقع، مبالغ جدا. هكذا اعتقدنا. مرت 30 سنة، وتبين أن البروفيسور ليفوفيتش كان نبيا. النبي يشعياهو. فأحواض الزرع العشوائي اصبحت غابات كثيفة نبتت منها عناصر كبتسلئيل سموتريتش. لا، سموتريتش ليس نازيا، ولكنه يهودي وصل الى اقرب ما يكون من هذا اللقاء المهزوز. مسافة لمسة. فهو لا يطالب باقامة معسكرات ابادة وبناء افران غاز، ولكن توجد لديه منذ الان عقيدة عنصرية. أزرق – أبيض، نجمة داود. مليون ونصف عربي اسرائيلي هم، حسب سموتريتش، اعداء الداء. نحن في حرب ضدهم. هنا، هناك، في كل مكان وزمان. وهو يتفهم النساء اليهوديات اللواتي لا يردن الاستلقاء في الغرفة ذاتها مع امررأة عربية تلد، مواطنة اسرائيلية متساوية الحقوق، فقط بسبب أنه «يحتمل أن بعد عشرين سنة يرغب ابنها في أن يقتل ابني». كما تحدث عن الـ «حفلات» التي يعقدها العرب في المستشفيات، ولكنه سارع الى التراجع حين ذكروه بان ليس العرب وحدهم يتميزون في هذا المجال، فالكثيرون منا ايضا (فماذا إذاً؟). هكذا، بهراء لسانه النتن، يجعل سموتريتش تعايشا بني هنا بكد عظيم وبغير قليل من الدموع حرباً مدنية عرقية. الحقائق لا تشوش عقله. معطيات المخابرات، التي تبين بان هذه المرة ايضا يبتعد «عرب اسرائيل» عن «الارهاب»، لا تؤثر فيه. حقيقة أنه في كل الاختبارات التي اجتازوها أثبتوا نضجا وولاء للدولة، تمر من جانب أذنه. وحسب كل المعطيات، فان نسبة المشاركين من بين «عرب اسرائيل» في «الارهاب» هامشية، باطلة، ولاغية. فالاغلبية المطلقة، الساحقة، تفضل الهوية الاسرائيلية، تتمسك بها، وتحاول الانخراط في حياة الدولة. من ناحية سموتريتش يمكن لـ «عرب اسرائيل» أن يكونوا عاملي تنظيفات في القسم، يمكنهم أن يشطفوا البلاط، ان يتسلقوا السقالات، ان يحمموا المرضى العجائز، ان يغسلوا الصحون. اما الاستلقاء في القسم، كمواطنين متساوين، فلا يجوز. وهو مستعد ايضا حتى للتنازل عن الاطفاء العرب المتفانين، عن الممرضين والممرضات، عن الصيادلة والصيدلانيات، عن كل الفسيفساء البشري هذا الذي يخلق هنا شيئا ما يمكن احيانا التباهي به. يريد جهادا. يريد دما ونارا وعواميد دخان. هو اليهودي الاكثر نازية الذي كان هنا منذ زمن بعيد. عندما وصلنا الى السيدة سموتريتش بدأنا على الفور نشتاق لزوجها. فرويتل سموتريتش قالت، أول من امس، لرافي ريشف في القناة الـ 10 انها غير مستعدة لان تولدها قابلة عربية. فعلى حد قولها، لحظة الولادة هي لحظة طاهرة، يهودية، لدرجة انه لا يوجد ما يبرر تدنيسها باياد عربية. فقاعة يهودية طاهرة يريدون أن يقيموا هنا، ولا يخجلون من التصريح بذلك. هرتسل، بن غوريون، بيغن، جابوتنسكي وباقي قادة الصهيونية يتقلبون في قبورهم. فقد اختطفت المخلوقات المتوحشة الصهيونية وهي تجرها الان، تركلها، وتصفعها، الى الضياع.           لقد استغرق نفتالي بينيت وقتا قليلا جدا كي يشجب اقوال سموتريتش وان يعلن بان «كل انسان ولد على صورة الرب». ولكن بينيت، حسب سموتريتش، يجامل اليساريين. وهو لا يقول الامر الحقيقي. الان، في كل مرة نحاول فيها مكافحة مبادرة الـ BDS او اقناع العالم بانه لا يوجد هنا أبرتهايد، تعالوا نبعث بسموتريتش. فهو سيضربهم بالطريقة الصحيحة. وما يبعث على الصدمة اكثر من أي شيء آخر هو أني لست واثقا من أن تصريحاته، أول من امس، اضرت بمكانته الانتخابية. نعم، ليفوفيتش في نهاية النهار كان محقا.