خيار الدولة الواحدة هو الحل ...............د.علاء أبو عامر

946174_1963851913840042_7551626154174719117_n
حجم الخط
 

عندما أقارن الماضي بالحاضر ، أجد أن اللوم الذي وضعه ومازال يضعه البعض على القيادات التقليدية الفلسطينية في ثلاثينات واربعينيات القرن الماضي ، فيما لو قبلت كذا، وتحلت بالعقل لما حصل ما حصل الآن من نكبة وضياع،وبرأي أن هذه الرؤية خاطئة ، فلم تكن تلك المواقف النابعة عن الضمير الوطني وعدم إمكانية المساومة، مواقفاً غير عقلانية. بل على العكس لقد كانت جد عقلانية. أما ما عداها فليس إلا جنون وخروج عن العقل ، فكيف كان يمكن لشعب يملك الأرض أن يقبل بأن يقاسمه الغرباء أرضه لمجرد أنهم اقاموا فيها مستوطنات ، ما الفرق بين فلسطين والجزائر ، بل ما الفرق بين أي أحتلال أجنبي لأي وطن أخر وبين فلسطين؟ لا فرق غير وضع الصهاينة للدين والميثولوجية عاملاً مؤثراً لجذب اليهود إلى فلسطين ...؟

ما حصل بعد كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو يبرهن بالمطلق أن القيادات التقليدية كانت أكثر وعياً وإدراكاً ووطنية ممن يلقون اللوم عليها في الحاضر، وأن رفضها التنازل عن أي بقعة من أرض الوطن كان العقل بعينه ،

هل حصل من تنازلوا عن ٧٨٪ من أرض فلسطين على شبرٍ واحد من الأرض حتى الآن ؟ لا لم يحصلوا. وباعتقادي طالما أن هناك عقلية تقبل المساومة لدى القيادات الفلسطينية لن يتغير شيء من واقعنا...

كانت ومازالت مشكلتنا الأساسية وسبب نكبتنا هي الأنظمة العربية التي تعمل في كل مرحلة من مراحل الصراع على تسوية أوضاعها وبقاء استمرارها على حساب فلسطين ومقدساتها ولكنها وللأسف تجد دائماً زعامات فلسطينية تتساوق معها في هذه الوظيفة، قوة الصهاينة في حلفائهم وفي الحاضنة الفكرية اللاهوتية البروتستنية في الدول الإنكلوسكسونية التي تتعامل مع إسرائيل / فلسطين من خلال الأبعاد اللاهوتية فقط ، لذلك ستبقى هذه الدول تحافظ على هذه الدولة كونها مرتبطة ببعد المخلص والألفية السعيدة وغيرها من الخزعبلات التي صاغها يوماً ما معتوه فاقد الأتزان ليعطي أملاً لجماعته أثناء الأحتلال الروماني لفلسطين ....

الآن وبعد كل ما جُرب ما العمل ؟ هل هو الخيار الأردني الذي رفض سابقاً ويرفضه الأردن حالياً لأنه يعرف أنه مسؤولية على السكان دون الحصول على الأرض !

أم خيار الدولة المستقلة والذي اُسقط من حسابات الصهاينة والعالم أيضاً والطرف الوحيد الذي مازال يحلم بتحقيقه هي القيادة الفلسطينية الحالية لأنها لا ترى أفقاً أخر غيره ...

أم خيار الدولة الواحدة الذي أصبح غير ممكن التحقيق طالما بقيت دولة غزة تسعى لتثبيت اركانها ودولة الضفة راضية عن سلطة الحكم الذاتي المحدود، وهل ستكون هذه الدولة دولة كل مواطنيها في ظل وجود الصهيونية ذات النفس العنصري؟ بالتأكيد لا ، والدليل على ذلك التمييز العنصري تجاه الفلاشا واليهود الشرقيين وكذلك، وبالدرجة الأولى، ضد العرب الفلسطينيين في الداخل...

ما الحل ؟

الحل يكمن في تغيير الأستراتيجية النضالية في التوجه نحو خيار فلسطين الواحدة من النهر إلى البحر من خلال تكرار النموذج الجنوب أفريقي في النضال ضد العنصرية ومن أجل المساواة في الحقوق بغض النظر عن الدين والعرق والقومية...

ستطرحون علي سؤالاً ولكنك تقبل اليوم بالتقسيم ؟لا أنا لا أتحدث عن تقسيم بل عن دولة واحدة ودولة بسيطة وليست مركبة ، أنا لست أعمى ولا أحمق لن نستطيع طردهم لقد أصبحوا شركائنا غصباً عنا وبقوة السلاح وبفعل الإقامة الطويلة في وطننا، كباحث في التاريخ استطيع القول أنه لا يوجد شعب صافي العرق في هذه المنطقة قد تكون الأغلبية عروبية سامية ولكن قد يكون أكثر من ثلث شعوب الهلال الخصيب من أصول هندوأوروبية ومغولية / طورانية (حثية ، حورية ، فارسية، يونانية ، إيطالية، كاسية، تركية ،كردية غرب أوروبية (صليبية)). لن يمر قرن أخر حتى يكون الكل الخزري وغير الخزري من القادمين الجدد إلى فلسطين قد أنصهر في الشعب الفلسطيني ....

لا يوجد حل أخر أمامنا وكل ما عاداه مضيعة للوقت والجهد والمال والدم..