سليم النفار " كانت هناك "

thumbgen
حجم الخط

 كانتْ هناكَ ,

على خُطى ذاكَ الفتى

كانتْ تواعدهُ ,

 لتُشعلَ ما يُحيطُ القلبَ ,

 من فرحٍ رهيفْ

وهو الذي ما انفكَّ عن وعدٍ ,

  يراقبُ ظلها

لوكفّتِ الأشياءُ , عن ضوضائها

في كلّ شاردةٍ هناكْ .

وهو الذي ...

مازال يحرسُ نسمة ً

 قد تحملُ العطرَ الجميلْ

فهو الذي في حبهِ ...

وعدٌ تنامى ,

لو ترامى الوقتُ , ما كفَّ الحنينْ

تأتيْ ولا تأتيْ ,

فكيفَ يترجمُ الإحساسَ , في الوقتِ الثقيلْ ؟

كانتْ تواعدهُ ,

وتُطفئُ ما تبقى من نهارٍ ,

خبّأتْ أنغامهُ ...

 لملاءةِ الليلِ الخفيفْ

قالَ الفتى من حُرقةٍ ...

في نفْسِهِ ولنفْسِهِ

يا أيها الوجدُ العليلْ :

هلْ خانكَ التوقيتُ ,

             أمْ ألعابُ عاشقةٍ ,

ترى في خطوها , سحر الهوى

وغواية ً تسعى ,

                     إلى مسعى القتيلْ ؟

تأتيْ ولا تأتيْ ,

 ويُلهبهُ انتظارٌ ,

في الصدى قد يستطيلْ

ماذا ترى :

لو فكّتِ الأسرارَ ,

 والأزهارَ في شُرَفِ الصهيلْ ؟

لكنّها حواءُ ,

لا تُرخي سماءَ القولِ ,

    في نهر الهديلْ

تأتيْ ولا تأتيْ ,

وتلفيقُ الحكايا , مهنةُ الأولادِ في شغبٍ ,

 إلى شغفٍ مُثيرْ

تلكَ الحكايا ,

رهجُها أشتاتُ ذاكرةٍ تُضيءْ .

لكنّهُ ذاك الفتى :

في رحلةِ الأيام ِ ,  يَسْرُقه الزمانُ إلى زمانٍ ,

لا يرى فيما انتوى

تفسيرَ أحلام ِ الصغيرْ

أو ما جرى في حينهِ ,

   للعاشقِ الغِرِّ الفقيرْ

لكنّه وعد الهوى :

أنَّ الغرامَ إذا تولّى ,

  برقهُ آتٍ ,

ولو طال المدى في السّهدْ

تأتيْ ولا تأتيْ ,

ولكنْ :

صوتهُ مازالَ بعدْ

يجتازُ أزمنة ً ,

   يناغمُ برقها

حتّى تدلّى في فضاءٍ ,

كلّهُ شوقٌ مطيرْ

 

فنظرتُ من حوليْ ,

إلى أحوال خافقها ...

كخوخ الصيف , في سحر الندى

     فوق السريرْ

اللّهُ يا اللّهْ ...

ما أجملَ العشاقَ ,

لو دام الوصالُ ,

وطاب في مخيالهم ذاك الأثيرْ

يا حلميَ الغافيْ ,

قد نرى , ما لا يراهُ النائمونْ

في سدرة الأحلامِ , أيامٌ تطيرْ

   وتصيرُ ميعادا ً ,

 على ذاكَ الغديرْ

فترى على فخذيهِ : تفاحاً , وأعنابا ً ,

يُداعبُها ... رذاذ ُ الوصل ِ ,

 من حين ٍ لحين ْ

فامسك ْ رؤاك َ ,

على تفاصيل ِ السحاب ْ

واستمطر ِ الذكرى ,

                      حنينا ً للإياب ْ

فلعلّنيْ أشتمُّ رائحة الغياب ْ

من نجمةٍ ...

سكنتْ سماءً , لا تميلْ

 

في طالع الأيام أسكنُها ,

وتسكُنني كما شاء الهوى

                ونبيذُ أحلام ٍ وفيرْ

يا حلميَ الغافيْ , تعالَ :

                     إلى يقينٍ في المدى

في موجةٍ :

ضجرتْ تشرُدَها ,

وألبسها الهوى في العشق وجداً ,لا يهاب ْ

يا حلميَ الغافيْ تعالْ ...

أندهتَ ليْ ,

من غامض الأسرارِ , في السرِّ الدفينْ ؟

يا حلميَ الغافيْ ,

بنا فرحٌ سنقطفُ زهرهُ

لو بعدَ حينْ