كانتْ هناكَ ,
على خُطى ذاكَ الفتى
كانتْ تواعدهُ ,
لتُشعلَ ما يُحيطُ القلبَ ,
من فرحٍ رهيفْ
وهو الذي ما انفكَّ عن وعدٍ ,
يراقبُ ظلها
لوكفّتِ الأشياءُ , عن ضوضائها
في كلّ شاردةٍ هناكْ .
وهو الذي ...
مازال يحرسُ نسمة ً
قد تحملُ العطرَ الجميلْ
فهو الذي في حبهِ ...
وعدٌ تنامى ,
لو ترامى الوقتُ , ما كفَّ الحنينْ
تأتيْ ولا تأتيْ ,
فكيفَ يترجمُ الإحساسَ , في الوقتِ الثقيلْ ؟
كانتْ تواعدهُ ,
وتُطفئُ ما تبقى من نهارٍ ,
خبّأتْ أنغامهُ ...
لملاءةِ الليلِ الخفيفْ
قالَ الفتى من حُرقةٍ ...
في نفْسِهِ ولنفْسِهِ
يا أيها الوجدُ العليلْ :
هلْ خانكَ التوقيتُ ,
أمْ ألعابُ عاشقةٍ ,
ترى في خطوها , سحر الهوى
وغواية ً تسعى ,
إلى مسعى القتيلْ ؟
تأتيْ ولا تأتيْ ,
ويُلهبهُ انتظارٌ ,
في الصدى قد يستطيلْ
ماذا ترى :
لو فكّتِ الأسرارَ ,
والأزهارَ في شُرَفِ الصهيلْ ؟
لكنّها حواءُ ,
لا تُرخي سماءَ القولِ ,
في نهر الهديلْ
تأتيْ ولا تأتيْ ,
وتلفيقُ الحكايا , مهنةُ الأولادِ في شغبٍ ,
إلى شغفٍ مُثيرْ
تلكَ الحكايا ,
رهجُها أشتاتُ ذاكرةٍ تُضيءْ .
لكنّهُ ذاك الفتى :
في رحلةِ الأيام ِ , يَسْرُقه الزمانُ إلى زمانٍ ,
لا يرى فيما انتوى
تفسيرَ أحلام ِ الصغيرْ
أو ما جرى في حينهِ ,
للعاشقِ الغِرِّ الفقيرْ
لكنّه وعد الهوى :
أنَّ الغرامَ إذا تولّى ,
برقهُ آتٍ ,
ولو طال المدى في السّهدْ
تأتيْ ولا تأتيْ ,
ولكنْ :
صوتهُ مازالَ بعدْ
يجتازُ أزمنة ً ,
يناغمُ برقها
حتّى تدلّى في فضاءٍ ,
كلّهُ شوقٌ مطيرْ
فنظرتُ من حوليْ ,
إلى أحوال خافقها ...
كخوخ الصيف , في سحر الندى
فوق السريرْ
اللّهُ يا اللّهْ ...
ما أجملَ العشاقَ ,
لو دام الوصالُ ,
وطاب في مخيالهم ذاك الأثيرْ
يا حلميَ الغافيْ ,
قد نرى , ما لا يراهُ النائمونْ
في سدرة الأحلامِ , أيامٌ تطيرْ
وتصيرُ ميعادا ً ,
على ذاكَ الغديرْ
فترى على فخذيهِ : تفاحاً , وأعنابا ً ,
يُداعبُها ... رذاذ ُ الوصل ِ ,
من حين ٍ لحين ْ
فامسك ْ رؤاك َ ,
على تفاصيل ِ السحاب ْ
واستمطر ِ الذكرى ,
حنينا ً للإياب ْ
فلعلّنيْ أشتمُّ رائحة الغياب ْ
من نجمةٍ ...
سكنتْ سماءً , لا تميلْ
في طالع الأيام أسكنُها ,
وتسكُنني كما شاء الهوى
ونبيذُ أحلام ٍ وفيرْ
يا حلميَ الغافيْ , تعالَ :
إلى يقينٍ في المدى
في موجةٍ :
ضجرتْ تشرُدَها ,
وألبسها الهوى في العشق وجداً ,لا يهاب ْ
يا حلميَ الغافيْ تعالْ ...
أندهتَ ليْ ,
من غامض الأسرارِ , في السرِّ الدفينْ ؟
يا حلميَ الغافيْ ,
بنا فرحٌ سنقطفُ زهرهُ
لو بعدَ حينْ