نشر موقع صحيفة "معاريف" العبرية اليوم، تقريراً مطولاً أشار فيه إلى تحليل أمني وسياسي لانخفاض العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين بشكل مفاجئ.
ولم يقدم التقرير تفسيراً واضحاً لأسباب انخفاض تلك الهجمات، مبيناً أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن هذا الانخفاض يعود لعملياته اليومية في الأراضي الفلسطينية بمساعدة الشاباك من خلال شن حملات اعتقال كبيرة تستهدف نُشطاء فلسطينيين.
قال المحلل السياسي جهاد حرب لـ "وكالة خبر"، إن العمليات التي تمت خلال الأشهر الماضية في الضفة الغربية والقدس هي عمليات فردية ترتبط بالأشخاص ومدى قدرتهم ورغبتهم، موضحاً أن الانتفاضة الشعبية يكون فيها مراحل صعود و انخفاض مرتبطة بالإمكانيات المتوفرة لدى الأفراد، و أن إجراءات الجيش الإسرائيلي تشكل عائقاً أمام العمليات لكنها لم تكن السبب الرئيسي في انخفاضها.
واعتبر المحلل السياسي طلال عوكل، أن أساليب الاحتلال سبباً في استفزاز الشبان الفلسطينيين للقيام بعمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، و أن الصعود والهبوط في العمليات من خصائص أي انتفاضة، مضيفاً أن رفع السلطة الفلسطينية للغطاء السياسي من خلال إعلان الرئيس الفلسطيني بأنه ضد انتفاضة السكاكين له تأثير واضح في هدوءها.
وأشار المحلل السياسي عليان الهندي، إلى أن مقاومة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف منذ عام 1967، نافياً أن تكون ممارسات الاحتلال لها علاقة في وقف العمليات، أو أن يكون انخفاض عمليات الإعدام الميداني التي يقوم بها الاحتلال أدت إلى تراجع الرغبة بالانتقام لدى الفلسطينيين.
وحول اعتقاد الاحتلال بأن الاعتقالات اليومية تؤدي لوقف الانتفاضة، أوضح عوكل أن إسرائيل فشلت في وقف الانتفاضة، وذلك بعد استخدام أقصى ما لديها من وسائل القهر والإرهاب ، لافتاً إلى أن الاعتقالات اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال تعمل على استنهاض الشباب للقيام بالعمليات .
وتابع حرب، أن الحكومة الإسرائيلية مرتبطة بعقلية الاستعمار، القائمة على أن الإجراءات العسكرية والأمنية هي العامل الحاسم في وأد أي مقاومة، موضحاً أن هذا المنهج فشل في الدول المستعمرة ، و أن الوضع الراهن يتطلب انفراجه سياسية أكثر من إجراءات أمنية ضد الفلسطينيين.
ولفت عليان إلى أن الاعتقالات تلعب دوراً مهماً في تراجع نسبة العمليات، حيث أن معدل العام للاعتقالات ما نسبته مواطن فلسطيني واحد من كل محافظة يومياً ، مضيفاً أن إجراءات الاحتلال بحق الفلسطينيين تعمل على زيادة المقاومة، حيث كشفت دراسة إسرائيلية أن 71% من الفلسطينيين الذين قاموا بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال هم على علاقة بأشخاص قاموا بعمليات من قبل وقامت إسرائيل بإعدامهم.
وحول غياب الفصائل الفلسطينية عن المشهد، أوضح حرب أن اختفاء الفصائل الفلسطينية من العمل الشعبي والمقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي أثر بشكل سلبي على قوة الهبة الشعبية والتأثير عليها، مشيراً إلى أن عدم وجود تنظيم للانتفاضة لا يتيح المجال للعمل الجماهيري الواسع والمنظم.
ولفت عليان إلى أن عدم وجود غطاء تنظيمي وحضور فصائلي فلسطيني ساهم في استمرار الانتفاضة .
وأكد عوكل على أن من مصلحة الانتفاضة أن تكون شعبية بدون رعاية فصائلية معلنة، معتبراً أن هذا الأمر أدى إلى جعل إسرائيل غير قادرة على تحديد المسؤول عن الانتفاضة .