مشروع إنجاز التسوية يحتاج إلى جهود دولية .. فهل تستخدم أمريكا حق النقض "الفيتو" ؟!

12988157_10207516553205175_1666521812_n
حجم الخط

قالت صحيفة هآرتس العبرية اليوم، إن نص مشروع القرار الذي عممته البعثة الفلسطينية على الدول الأعضاء في مجلس الأمن يدعو إلى تحديد موعد أقصاه لإنجاز التسوية بين إسرائيل وفلسطين .

قال المحلل السياسي حسن عبدو في تصريح لـ "وكالة خبر"، إن القرار بمثابة اختبار حقيقي للولايات المتحدة خاصة أن القرار تم صياغته بطريقة ترضي الطرفين، واستخدام عبارات تتماشى مع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن .

ومن جهته قال  أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، إن هذا المشروع  يحتاج إلى دعم دبلوماسي مصري على الساحة الدولية حتى يحظى بأغلبية دول الأعضاء، كون مصر عضو غير دائم العضوية في مجلس الأمن.

وأوضح المحلل السياسي  فريد قديح أن إقدام السلطة الفلسطينية على هذا المشروع يأتي بعد انسداد الأفق السياسي مع إسرائيل، نظراً لأن كافة القوانين السياسية الدولية والإقليمية وصلت إلي يقين تام  بأن النظام الاسرائيلي لا يسمح بتجدد المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .

وأضاف قديح أن المشروع يخدم القضية الفلسطينية ويأتي في سياق التراكم السياسي  الفلسطيني، في ظل رفض إسرائيل التعاون مع الولايات المتحدة لاستمرار المفاوضات، مشيراً إلى أن تدعيم القرار من قبل الأمم المتحدة بحاجة إلى الكثير من الفعالية والدعم الذي يسهم في خدمة القضية الفلسطينية .

واستبعد عبدو استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو"،  مشيراً إلى أن أمريكا  تمارس ضغوط دولية  على السلطة لمنعها من تقديم المشروع لمجلس الأمن، كما باقي القرارات التي صدرت في السابق مع إسرائيل .

وأشار أبو سعدة إلى أن أمريكا ستلجأ إلى استخدام حق النقض "الفيتو" في حال عدم وجود أغلبية لمجلس الأمن، وخاصة أن أمريكا استخدمت هذا الحق لصالح الدول العربية 73 مرة .

واعتبر عبدو أن هذا المشروع لم يأتِ بجديد  على الساحة الفلسطينية، في حين أن إسرائيل لا تعترف بكل الاتفاقيات، وأن  الجهود الدولية السابقة الداعمة للقضية الفلسطينية كرفع العلم في الأمم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطين كدولة غير دائمة العضوية، غير كافية لنجاح  المشروع .

ولفت أبو سعدة إلى أن التحرك الدولي والدبلوماسي لا يكفي لنجاح المشروع في ظل تركيز الجهد الدولي على دعوة فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام، بدعم أمريكي أوروبي، والذهاب إلى مجلس الأمن في هذه الاوقات غير مهيأة وبحاجة إلى دعم عربي وإسلامي ومجموعة دول عدم الانحياز .

وأشار قديح إلى أن التحرك الدبلوماسي يحتاج إلى دعم عربي ودولي، ما يمنح التحرك الفلسطيني القوة في نجاح مشاريعه، مضيفاً أن تفكك دول عدم الانحياز وانحياز دول شرق أوروبا لإسرائيل تزيد من دعم إسرائيل .

ونوه عبدو إلى أن مجلس الأمن والنظام العالمي ليس لديه رغبة لإجبار إسرائيل على تنفيذ الاتفاقيات، في ظل عدم وجود ضغوط دولية تجاه سياسة اسرائيل الاستيطانية، هذا ما يشجع إسرائيل على زيادة استيطانها .

وأكد أبو سعدة على أن المجتمع الدولي يرفض الاستيطان ويعتبره غير قانوني، ولكن أمريكا لم تصل إلى مرحلة التصويت نهائياً بقرار لوقف الاستيطان، مشيراً إلى أن موقف أمريكا متناقض .