تتسارع في الصين وتيرة إنتاج الروبوتات الصناعية واستخدامها في القطاعات الصناعية الإنتاجية، ويبدو أنها في طريقها إلى مزيد من التسارع في السنوات المقبلة مع ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة وطموحات وتطلعات الشركات الصناعية وأصحاب المصانع المستقبلية نحو مزيد من الإنتاج والأرباح.
غير أن التطور في استخدام الروبوتات الصناعية يثير مخاوف متزايدة، خصوصا في الدول الأكثر فقرا، من ناحية الاستخدام المتزايد للأتمتة، نظرا لأن هذه الروبوتات قد تحل محل العمالة الرخيصة، وبالتالي فقدان الوظائف وزيادة البطالة في مثل هذه الدول، وعلى وجه الخصوص تلك التي تعاني أصلا من نقص في الوظائف، مثل الهند والشرق الأوسط وإفريقيا.
وكانت دراسة أجرتها مؤسسة "سيتي" و"كلية مارتن" في أوكسفورد، ونشرت في وقت سابق من العام الحالي، قد أظهرت أن أكثر من 75 في المئة من الوظائف في الصين معرضة لأن تتحول إلى وظائف مؤتمتة، أي أنه سيتم الاستغناء عن العمال لصالح الروبوتات.
وتتوقع مؤسسة "ميرا أسيت مانجمنت"، وهي مؤسسة تقدر أصولها بنحو 75 مليار دولار، أن يتم توسيع "جيش الروبوتات العاملة" الصيني بنسبة 35 في المئة سنويا، وذلك حتى العام 2020.
وتقدر المنظمة الدولية الاتحادية للروبوتات IFR أن عدد الروبوتات في الصين بلغ عام 2015 قرابة 260 ألف روبوت.
وقال كبير مسؤولي الاستثمارات في ميرا راهول تشادها إنه "باستخدام القاعدة الأساسية التي تفيد أن الروبوت الصناعي يحل محل 4 أو 5 عمال، فهذا يعني أن مليون شخص فقدوا وظائفهم لصالح الروبوتات" في الصين، مضيفا أنه يعتقد أن هذا الرقم سوف يزداد بصورة كبيرة للغاية في السنوات المقبلة.
وكما يظهر من الرسوم البيانية المرافقة، أن عدد الروبوتات العاملة في الصين عام 2013، يشكل نحو 30 في المئة من عددها في أميركا الشمالية و11 في المئة من عددها في ألمانيا و9 في المئة منها في اليابان و7 في المئة منها في كوريا الجنوبية.
وتقول مؤسسة "ميرا" إن استخدام الصين للروبوتات يسير على النهج الياباني قبل ربع قرن، وفي طريقها إلى مزيد من التوسع في هذا المجال كما يوضح الشكل البياني الثاني الذي ينسجم مع توقعات المنظمة الفيدرالية للروبوتات التي تفيد أن الصين حصلت على 57 ألف روبوت عام 2014، ومن المنتظر أن تحصل على 150 ألف روبوت عام 2018.