افتتح وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، معرض الفنانة زهيرة زقطان "على هذه الأرض أم البدايات"، المستوحى من التراث الكنعاني، في لوحات مطرزة، احتضنها بيت الإبداع التابع للمؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية (REFORM)، بمدينة رام الله.
وتميزت أعمال المعرض بالانحياز للتراث الكنعاني، في رسالة انتصار للحق الفلسطيني على أرض فلسطين، تناهض الرواية الإسرائيلية الرامية إلى نهب هذا التراث وتزويره، عبر أعمال فنية دمجت ما بين التطريز، الذي هو مكون أساسي للهوية الثقافية الفلسطينية، والتراث الكنعاني برموزه المختلفة، وأشعار للحاضر الغائب الشاعر الكبير محمود درويش، والشاعر الفلسطيني غسان زقطان، والشاعر التونسي الراحل مؤخراً محمد الصغير أولاد أحمد، ونصوص أخرى، في مزج إبداعي.
وقدمت الفنانة زقطان للوزير بسيسو، شرحاً وافياً عن أعمال معرضها، بما يحمله من رموز ودلالات، والتوظيف المدروس للنصوص الشعرية بما يحاكي روح أعمالها الفنية المتميزة، لافتة إلى أهمية التركيز على التراث الكنعاني كمكون رئيسي للثقافة الفلسطينية، هي التي اشتهرت بتخصصها في البحث المعمق في "الكنعانيات".
وشدد بسيسو على أهمية المعرض والأعمال التي يشتمل عليها في أكثر من اتجاه، وقال: "هذه الحالة الفنية تعد من أهم التوظيفات التي تمزج ما بين الأسطورة والتاريخ والحاضر، وتوظيف النص والقصيدة، في بناء فني يعتمد التطريز الفني، ما يصب في اتجاه التأكيد على الهوية الفلسطينية التي تمتد لآلاف السنين، والتي هي ليست وليدة عشرات أو مئات الأعوام".
وأضاف بسيسو: "هذا المعرض بحد ذاته حالة مميزة على صعيد تعزيز الهوية الوطنية والتاريخية، وفيه أيضاً مجابهة واضحة وجريئة للرواية الإسرائيلية التي تحاول مصادرة التراث الفلسطيني والرواية الفلسطينية، وحتى مكونات الأساطير القادمة لصالح الرواية الإسرائيلية".
وختم: هنا نجد قصائد لمحمود درويش، وغسان زقطان، وايضاً للشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد الذي غادرنا قبل أيام، كذلك نجد الأبعاد الهندسية والتاريخية في التطريز،من أهم سمات أعمال هذا المعرض البحث الدؤوب والمعمق في التفاصيل التاريخية، وإعادة توظيف هذا البحث فنياً في إطار المنمنمات التطريزية، التي هي جزء أساسي من الهوية الفنية الفلسطينية.