انتقام الجيش الإسرائيلي من تئير كمينار

88888888888888888-661x328
حجم الخط

ستتحرر تئير كمينار اليوم من السجن العسكري الذي مكثت فيه أكثر من تسعين يوما لرفضها الخدمة في الجيش الاسرائيلي لاعتبارات ضميرية. ومنذ أعلنت كمينار رفضها حوكمت أربع مرات، وفي كل مرة حبست 20 – 30 يوما، تحررت، وعندها تلقت على الفور أمر تجنيد، وحوكمت من جديد. كمينار، التي قبل ان ترفض التجند تطوعت في اطار حركة الكشافة لسنة خدمة في سديروت، أعربت عن رغبتها في استبدال الخدمة الوطنية بالخدمة العسكرية. وعللت رفضها للخدمة في الجيش الاسرائيلي بهذه الكلمات: لسنة كاملة تطوعت في سديروت، عملت مع اطفال يعيشون في منطقة حرب، وهناك قررت أن ارفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي. ينبع رفضي من الرغبة في المساهمة في مجتمعي وجعله مكانا أفضل. الاطفال الذين عملت معهم ترعرعوا في قلب النزاع، وشهدوا تجارب قاسية من سن مبكرة، تجارب أوجدت لدى الكثيرين منهم كراهية كبرى، يمكن فهمها... مثلهم كثيرون جدا من الاطفال ممن ترعرعوا في غزة او في «المناطق»، في واقع أصعب بكثير، يتعلمون كيف يكرهون الطرف الآخر... منذ سنين لا يوجد تطلع لمسيرة سياسية، لا تجري محاولة لاحلال السلام في غزة وسديروت، ولكن طالما كان الطريق العسكري والعنيف مستمرا، فاننا نخلق من جديد أجيال الكراهية ممن سيفاقمون الوضع فقط. نحن ملزمون بوقف هذا. كان يمكن لكمينار ان تختار الطريق السهل – ان تتملص من الخدمة، ان تتزوج او تعلن، مثل مئات آلاف البنات، عن تدينها. وحسب أهلها، ألمحت لها حتى محافل في الجيش بان هناك «طرقا للتسرح من الجيش»، من خلال التوجه الى ضابطة التجنيد مثلا. ولكن بالذات صدقها، ضميرها، وقيمها المعلنة هي التي تخيف الجيش الاسرائيلي، وتدفع الجهاز العسكري لمواصلة التنكيل بها. كمينار، مثل الرافضين الضميريين الذين سبقوها، شابة احتجاجها العلني يشهد بالذات على الاهتمام والانتماء للمكان وللمجتمع اللذين تعيش فيهما. فهم مطلعون، ذوو رأي، مصممون، وضميريون. ويتعامل الجيش الاسرائيلي معهم بتشدد زائد اكثر من المتملصين لاعتبارات انانية، لا يترددون في غش الجيش ورواية قصص عابثة. يخيل أن الجيش يخاف ان يسير الشباب الآخرون في اعقاب رافضي الضمير، ولكن هذا الخوف ليس مبرراً، بل انه يكشف ازدواجية الاخلاق في سلوك الجيش. إن معظم  المرشحين للخدمة الامنية يرغبون في التجند، فيما توجد الى جانبهم قطاعات كاملة ليست مطالبة على الاطلاق بان تتحمل عبء الخدمة. اما العقاب المتشدد لكمينار فليس عادلاً. إن رافض الخدمة نتان بلانك قضى نصف سنة في السجن الى ان تفضل الجيش بتسريحه. يجدر بحملة كمينار العبثية ان تصل الى نهايتها، وان يحترم الجيش الاسرائيلي خيارها ويسمح لها بان تساهم في المجتمع بطريقة تنسجم وضميرها.