مأساة نزوح جديدة في حلب

d887059b-ea16-4475-b5b3-117f61a99270
حجم الخط

ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم ، أن أكثر من ثلاثين ألف شخص فرّوا من ريف حلب الشمالي تجاه الشريط الحدودي مع تركيا خلال الـ48 ساعة الماضية ، وذلك بفعل المعارك القائمة بين تنظيم الدولة الإسلامية وكتائب المعارضة السورية .

وطالبت المنظمة الحقوقية السلطات التركية بفتح حدودها أمام هؤلاء النازحين العالقين، يأتي ذلك وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في المنطقة.

وأوضحت "رايتس ووتش" أن زحف تنظيم الدولة يومي 13 و14 أبريل/ نيسان الجاري أجبر ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق مدينة إعزاز قرب الحدود التركية والذين يبلغ عددهم ستين ألف نسمة على الفرار إلى مخيمات أخرى.

وأشارت المنظمة إلى أن الحدود التركية ما تزال مغلقة تمامًا أمام جميع السوريين باستثناء المصابين إصابات خطيرة، وطالبت تركيا بالتعاطف مع النازحين العالقين وفتح حدودها، وعدم التعرض لهم.   

وأوردت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان أن "حرس الحدود التركي أطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود". ونددت باستخدام الجيش التركي "للذخيرة الحية بدلاً من التعاطف" مع النازحين العالقين على الحدود قرب معبر باب السلامة الحدودي.

وفي السياق نزح أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عائلة من مخيمات أكدة والحرمين وشمارق بريف حلب الشمالي، بسبب تقدم تنظيم الدولة، والمعارك مع فصائل المعارضة، كما أن هذه الأسر نزحت نحو مدينة إعزاز، وإلى مخيمات بعيدة عن مناطق الاشتباكات يعتقد أنها أكثر أمنًا في الريف الحلبي الشمالي.

وتضم هذه المناطق أكثر من سبعين ألف نازحًا كانوا هربوا من قراهم في الريف الشمالي بعد الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري مدعومة بغارات سلاح الجو الروسي في فبراير/ شباط الماضي.

وسبق أن قصف تنظيم الدولة مخيم أكدة وحرق خياما فيه ما أدى لحدوث حالات هلع بين الأطفال والنساء ، ونزوح أهالي المخيم إلى مناطق أكثر أمنًا بعد تقدم التنظيم داخله قبل أن ينسحب منه مجددا وتعاود كتائب المعارضة السيطرة عليه، كما قصف تنظيم الدولة المخيمات الحدودية القريبة من محاور الاشتباك مع الفصائل خاصة في بريشا وشمارين.

وكانت الفصائل المعارضة شنت مؤخرًا هجومًا كبيرًا تمكنت خلاله من السيطرة على مساحات واسعة في الريف الشمالي لحلب، وصولاً إلى بلدة الراعي الاستراتيجية، لكن تنظيم الدولة استرجعها بعد يومين.