ذكراك يا أبتاه
تحفظ في دمي
مجدا
حرصت عليه
منذ تيتمي
علقته
عقدا بجيدي يزدهي
و لبسته
قبل السوار
بمعصمي
ذكراك
شمس في سمائي
أشرقت
لتضيئ دربي
في زمان معتم
الرأي رأيك
لم يكن لأهلي
رأي سواه
لكل خَطب مُبرَم
و القول قولك
ليس يُقبَل غيرُه
في كل أمر
في الحوادث مُبْهَم
تلقى الخطوب
بكل فعل صائب
و تردها دوما بقول مفحم
ذكراك يا أبتاه
في وجداني
فاقت صنوف الدمع
و الأحزان
أشتاق بسمتك الندية
دائما
أشتاق حضنك
دافئا يلقاني
أشتاق كفك
كي تداعب مهجتي
فيعمني فرح
يهز كياني
أشتاق
رائحة الكرامة
في ثيابك
و العقال بعطره الفتان
أشتاق
صوتك
في حنو جلاله
فأهيم تيها
كلما ناداني
أشتاق
نظرة مقلتيك
بريقها
مازال يهديني
إلى عنواني
ذكراك
يا أبتاه
في ترحالي
نجم
يجيب على غريب سؤالي
و به اهتديت
إلى مشارف رفعتي
و تحققت
في ضوئه آمالي
و به تحديت الضلال
فما ضللت برحلتي
في عصر كل ضلال
ذكراك
أغلى ما ورثت
فلستُ من يرجو الغنى
بتكدس الأموال
فإذا غنيتُ
فأنت من علمتني
أن الغنى
بمكارم الأفعال
و إذا شرُفتُ
فأنت من أورثتني
نسبا يشرفني
بكل مجال
ذكراك
يا أبتاه صدر بلادي
في غربة أبدية الأبعاد
في أي أرض سرتُ
أزهو يا أبي
فأنا ابنة للعز
و الأمجاد
لما فقدتك
في اخضرار طفولتي
خبأت وجهك
مشرقا بفؤادي
و حفظت صوتك
دائما في خاطري
و جعلته تكبيرة الأعياد
أنت الشهيد
ولي الفخار بأنني
بنت الشهيد
عريقة الأجداد
ذكراك
ليست كل عام تنقضي
بل لحظة
أبدية الإنشاد