تزداد وتيرة التصعيد الإسرائيلي في كل يوم، من خلال عمليات السرقة والتهويد للأراضي الفلسطينية، وذلك لخلق وقائع جديدة تخدم الشعب الإسرائيلي ،فالمعركة الحقيقية مع العدو هي معركة الأرض ، وإسرائيل تبذل جهدها وتسخر إمكانياتها وطاقاتها كي تنجح في سرقة الأرض الفلسطينية مهما كلّف الثمن ، وذلك في محاولة لإنهاء الوجود الفلسطيني .
فالاحتلال يصر على مواصلة توغله في سرقة الاراضي الفلسطينية , ما يهدد بقوة مرتكزات الوجود الفلسطيني في أجزاء واسعة من ارض دولة فلسطين
وفي حديث خاص لوكالة "خبر" ، قال خبير شؤون الاستيطان والجدار صلاح الخواجا :"إن ما يقوم به نتنياهو هو جزء من المخطط الذي يهدف إليه الاحتلال،وأن الاحتلال كان عام 2016 أكثر شراسة وأكثر إجرامًا في مصادرة الأراضي، حيث صادرت 2000 دونمًا من قرية الزاوية و12 ألف دونمًا في سلفيت " ، مشيرًا إلى أنه قبل أيام صودرت آلاف الأراضي في منطقة بروقين وكفر الديك بمحافظة سلفيت ، بنفس الطريقة التي استخدمت في منطقة الأغوار والقدس .
وأكد الخواجا على أن ما يهدف إليه الاحتلال، هو تبني استراتيجية ليست فقط السيطرة على مناطق "ج" التي تشكل 62%،بل تفريغ لأي وجود فلسطيني من هذه المناطق ، موضحًا أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لتأجير تجمعات بدوية، والاستيلاء على آلاف الدونمات في محيط منطقة القدس ،وترحيل أكثر من 43 تجمعًا في منطقة الأغوار وتفريغها، لأنها تشكل 28% من أراضي الضفة الغربية.
موضحًا أن منطقة الأغوار تمتلك مقومات ومصادر قوة، من مياه وأراضٍ وشجر زيتون وثروة حيوانية والبحر الميت والمواد الخام، بالإضافة إلى المنطقة المولدة للحرارة الشمسية والطاقة الحرارية .
ويعتبر الخواجا أن الخطة التي تمارس بشكل جنوني، كانت في السابق الاستيلاء على الأراضي وبناء مستوطنات ، والآن بعد عام 1985 حتى 2015، تمّ تعزيز إنشاء الكتل الاستيطانية .
وأضاف قوله : "اليوم تريد إسرائيل أن تبني أحزمة استيطانية ،مثل : منطقة غوش عتصيون، وعدد من التجمعات والمستوطنات المبنية ما بين الخليل وبيت لحم ، وتجميعها في وحدة جغرافية واحدة ، في منطقة مشروع إيوان، الذي يربط ما بين القدس الغربية والشرقية حتى منطقة البحر الميت .
وأشار إلى أن المشروع الأخير الذي أُعلن هو الاستيلاء على آلاف الدونمات في منطقة شرق رام الله ، من خلال جعل خمس تجمعات استيطانية في وحدة واحدة ، والتخطيط لعام 2040 بأن يكون عدد المستوطنين من 55 ألف إلى 77 ألف .
ولفت الخواجا إلى أن كل هذا يأتي في إطار مخطط إسرائيل لحبس الفلسطينيين في معازل وإسكانات ،ومصادرة كل الأراضي التي تسمى ب"الأراضي المفتوحة" بالضفة الغربية ،وتحويل الفلسطينيين إلى عمال في المستوطنات الإسرائيلية .
وقال : "إن ما يقوم به المجتمع الدولي من إدانة واستنكار غير كافٍ ،كما أن الخطوات الإيجابية التي أخذتها بعض الدول لا تجدي نفعًا، لأن الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي لم تنطبق على المستوطنات.
وطالب الخواجا المجتمع الدولي بأن يُفعّل قرارات الأمم والمجلس الأمن، وذلك بفرض عقوبات على إسرائيل باعتبارها دولة إجرام وإرهاب، وخاصة ميثاق روما الذي يعتبر أن الاستيطان جريمة حرب مستمرة، وبالتالي العقوبة مفروضة على إسرائيل، لأنها دولة إجرام .