محادثات رئيس الاستخبارات التركية المستقيل، مع حزب العمال الكردستاني في الخارج، كانت محور سياسة أردوغان

تقرير ماذا يجري في «بيت» أردوغان ؟

أردوغان
حجم الخط

قرر «هاكان فيدان»، رئيس المخابرات التركية وأحد المقربين للرئيس «رجب طيب أردوغان» لأكثر من عقد من الزمان، الاستقالة من منصبه ودخول معترك الحياة السياسية، في خطوة قال «أردوغان» إنه يعارضها.

وتوضح استقالة «فيدان»، في السابع من فبراير الجاري، الخلافات بينه وبين «أردوغان» ورئيس وزرائه الذي اختاره بنفسه «أحمد داود أوغلو» في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من يونيو المقبل.

وقد أشاد «داود أوغلو» باختيار «فيدان» الترشح، قائلا إنه خدم بلاده جيداً.

أما بالنسبة لأردوغان، فقد كان «فيدان» عنصراً أساسياً في معركته ضد ما يصفه بـ«الدولة الموازية»، التي تشير إلى مؤيدي «فتح الله جولن»، وهو رجل دين يعيش في الولايات المتحدة ويتهمه «أردوغان» بأنه دعم إجراء تحقيق في فساد الحكومة في عام 2013، وهو الفساد الذي تورط فيه أربعة وزراء.

كما تزعّم «فيدان» جهود «أردوغان» للتوصل إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة لإنهاء عقود من الحرب التي دارت في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.

ونقلت صحيفة «حريت» عن الرئيس التركي قوله: «لقد جلبت شخصاً موثوقاً به للغاية، إنه الشخص الذي أعتبره موضع أسراري ليرأس جهاز الاستخبارات الوطنية». وأضاف أردوغان: «من المهم جداً اختيار من سيحل محله لأننا نعلم ما الذي عانينا منه في الصراع ضد الهيكل الموازي».

وأشار «أردوغان» إلى أنه عارض رغبة «فيدان» في الترشح للانتخابات البرلمانية، بحسب ما ذكر «عاكف بيكي»، السكرتير الصحفي لأردوغان، يوم الاثنين أثناء مرافقته للرئيس في رحلته إلى كولومبيا.

ومن جانبه، انتقد نائب رئيس الوزراء «بولنت أرينتش»، قرار «فيدان»، قائلا إن وجوده على رأس وكالة المخابرات كان في غاية الأهمية.

وقد أثارت معارضة «أردوغان» تكهنات محلية حول وجود انقسامات داخل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في الوقت الذي يسعى فيه «داود أوغلو» إلى حشد المؤيدين للانتخابات البرلمانية.

ويمارس «أردوغان» ضغوطاً بصورة علنية لتغيير نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي.

ومن جانبه، ذكر «سابان كارداس»، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ومقره أنقرة، أن هذه التكهنات ربما كانت في غير محلها. وأوضح «كارداس»: «ليس هناك ما يشير إلى حدوث تحول في السلطة، فهم جميعاً ينتمون إلى نفس الفريق. ولم يكن فيدان ليترشح في الانتخابات لو لم يكن أردوغان قد ترك له القرار النهائي».

وقد أصبحت محادثات «فيدان» مع حزب العمال الكردستاني في الخارج محور سياسة أردوغان في تركيا.

وعندما سعى ممثلو الادعاء لاستجواب رئيس المخابرات حول اتصالاته مع الجماعة في عام 2012، سارع «أردوغان» بالدفع بقانون يحمي رجال المخابرات من القضاء.

كما كان «فيدان» محور الجدل الذي دار خلال مارس الماضي، عندما جاء في تسجيلات يُزعم تسريبها له من اجتماعات أمنية رفيعة المستوى، أنه يعرض تفجير قنابل على الأراضي التركية لتبرير غزو سوريا.

وقد فرضت تركيا حظراً على «يوتيوب» بعد هذه التسريبات، قائلة إنها تمثل «تهديداً من الدرجة الأولى للأمن القومي». ووصفت وزارة الخارجية، التي كان يرأسها آنذاك «داود أوغلو»، والذي كان أيضاً في الاجتماع المزعوم، والذي ناقش خطة حول سوريا، هذه التسريبات بأنها «هجوم حقير» على الأمن القومي.

ونقلت صحيفة «حريت» عن أردوغان قوله، يوم الاثنين، أثناء توجهه إلى بوجوتا عاصمة كولومبيا، أن «فيدان» ذكر أن الإعياء هو السبب وراء استقالته.

ومن جانبه، استبعد «يالجين اكدوجان»، كبير مستشاري رئيس الوزراء، أن الضعف سينال النضال ضد مؤيدي «جولن» بعد ترك «فيدان» منصبه، قائلا إنه ربما يسعى لتولي منصب جديد في البيروقراطية المدنية. وأضاف: «إن تعيينه وزيراً هو قرار سياسي يرجع إلى رئيس الوزراء ويتطلب موافقة الرئيس».

وقال «نهاد علي أوزكان»، محلل في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية في أنقرة، إن «فيدان قد استقال من منصبه لتحقيق توقعاته بشغل منصب أعلى. ورغم ذلك، فقد تكون طموحاته محدودة في ظل نفوذ أردوغان على الحزب الحاكم».