يرفع قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك وفريقا الوداد البيضاوي المغربي ووفاق سطيف الجزائري، الراية العربية في مرحلة المجموعتين ببطولة دوري أبطال إفريقيا.
ويشارك الرباعي العربي في دور الثمانية للمسابقة برفقة أندية إنيمبا النيجيري وأسيك ميموزا الإيفواري وفيتا كلوب من الكونغو الديمقراطية وزيسكو يونايتد الزامبي.
وللمرة الأولى منذ عشرة أعوام تشارك سبعة أندية سبق لها التتويج باللقب في مرحلة المجموعتين بالمسابقة، مما يعكس حدة المنافسة لحجز بطاقة التأهل للمربع الذهبي هذا العام.
وعاد الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، للمشاركة في دور الثمانية التي غاب عنها في النسختين الماضيتين، في ظل سعيه للعودة إلى منصة التتويج الإفريقية مرة أخرى والمشاركة في كأس العالم للأندية للمرة السادسة في تاريخه.
واجتاز نادي القرن في إفريقيا عقبة ريكرياتيفو دو ليبولو الأنجولي في دور الـ32 بفوزه 2 / صفر في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، قبل أن يفوز بشق الأنفس على يانج أفريكانز التنزاني 3 / 2 في مجموع اللقائين بدور الستة عشر، ليسجل ظهوره الثالث عشر في دور المجموعتين، بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم خلال مسيرته في البطولة حتى الآن.
واستعاد الفريق الأحمر قدرا كبيرا من بريقه هذا الموسم، حيث يتربع حاليا على صدارة الدوري المصري بفارق 11 نقطة كاملة أمام أقرب ملاحقيه غريمه التقليدي الزمالك الذي توج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) في الموسم الماضي.
وأعرب الهولندي مارتن يول مدرب الأهلي عن ثقته في قدرة فريقه على المضي قدما في البطولة، مشيرا إلى أنه غير قلق من إمكانية مواجهة الزمالك في دور الثمانية.
وقال يول للصحفيين عقب تأهل الأهلي لدور الثمانية :"لا تقلقني إمكانية مواجهة الزمالك من عدمها في مرحلة المجموعتين، بل على العكس تماما، فالزمالك طريقة لعبه معروفة بالنسبة لنا، عكس الفرق المجهولة في أفريقيا".
وتشعر جماهير الأهلي بقدر كبير من التفاؤل بتواجد الزمالك مع فريقها في مجموعة واحدة، حيث توج أبناء قلعة الجزيرة باللقب في النسخ الثلاث التي تواجد فيها الفريقان معا بمجموعة واحدة في دور الثمانية أعوام 2008 و2012 و2013، كما فاز الفريق الأحمر بالبطولة عام 2005 عقب فوزه على غريمه اللدود في الدور قبل النهائي.
في المقابل، جاء تأهل الزمالك إلى دور الثمانية للمرة الثامنة في تاريخه، عقب فوزه على يونيون دوالا الكاميروني 3 / صفر في مجموع اللقائين بدور الـ32 ثم انتصاره على مولودية بجاية الجزائري 3 / 1 في دور الستة عشر، حاجزا مقعده في دور المجموعتين دون هزيمة.
ويحلم الزمالك، المتوج باللقب في خمس مناسبات كان آخرها عام 2002، بمواصلة مسيرته في البطولة وبلوغ المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 11 عاما.
ويرغب الزمالك في مصالحة جماهيره التي تشعر بخيبة أمل كبيرة هذا الموسم عقب تقلص حظوظ الفريق في الاحتفاظ بلقب المسابقة المحلية للموسم الثاني على التوالي.
وأبدى الاسكتلندي أليكس ماكليش مدرب الزمالك عدم اهتمامه بالفرق التي سيواجهها في مرحلة المجموعتين، مؤكدا أن فريقه لديه رغبة عارمة في الصعود إلى الأدوار النهائية.
وقال ماكليش للموقع الإلكتروني الرسمي لناديه عقب التأهل :"لا أكترث بالفرق التي سأواجهها في دور الثمانية، فمباراة بجاية كانت بمثابة عنق الزجاجة للاعبين وسوف تمنحهم دفعة معنوية كبيرة للتأهل إلى الأدوار النهائية والمنافسة على اللقب الأفريقي".
وبتأهل الأهلي والزمالك، حافظت الكرة المصرية على تواجدها في دور الثمانية للبطولة للعام السابع على التوالي.
وحمل تأهل الوداد البيضاوي إلى دور الثمانية للمرة الثانية في تاريخه طعما خاصا ونكهة مختلفة بعدما جرد مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية من لقبه الذي أحرزه العام الماضي، ليطيح به مبكرا من البطولة عقب فوزه 3 / 1 في مجموع المباراتين بدور الستة عشر.
واستهل الوداد، الفائز بالبطولة عام 1992، مسيرته في المسابقة من الدور التمهيدي، حيث تخطى دوان نيامي بطل النيجر، قبل أن يفوز 6 / 3 على نابس سبورت بطل مدغشقر في دور الـ32 .
ورغم تخلي الوداد عن هدافه الجابوني ماليك إيفونا الذي رحل إلى صفوف الأهلي المصري مطلع الموسم الجاري، إلا أن الفريق واصل مسيرته الناجحة سواء في المسابقتين المحلية أو الأفريقية، حيث يحتل حاليا صدارة الدوري المغربي قبل نهايته بثمانية أسابيع بفارق نقطة واحدة أمام الرجاء البيضاوي، صاحب المركز الثاني، علما بأن لديه مباراتين مؤجلتين.
وأشاد سعيد الناصري رئيس الوداد بصعود فريقه الثمين لدور المجموعتين، مشيرا إلى أن الوداد تجاوز خصما صعبا للغاية.
وقال الناصري لمحطة (راديو مارس) الإذاعية المغربية :"كان الوداد عازما على التأهل منذ البداية، تجاوزنا منافسا عنيدا، ولم يكن سهلا علينا التأهل على حسابه".
وأوضح الناصري :"أهمية التأهل لا تكمن في الصعود لدور المجموعتين فحسب، ولكنها تتمثل في إقصائنا فريقا يعد من أكبر أندية القارة حاليا".
وتشارك الكرة المغربية في دور المجموعتين للمرة الثانية على التوالي بعدما بلغ المغرب التطواني الدور ذاته لنسخة البطولة الماضية، لكنه أخفق في التأهل إلى الدور قبل النهائي.
وحجزت الكرة الجزائرية مقعدا لها في دور المجموعتين للمرة السادسة في النسخ السبع الأخيرة للمسابقة، بعدما تأهل وفاق سطيف، الفائز باللقب عامي 1988 و2014، لدور الثمانية.
وبدأ الوفاق مشواره في البطولة بالفوز على إيتوال دو كونجو الكونغولي 5 / 3 في مجموع اللقائين بدور الـ32، قبل أن يتخطى فريق المريخ السوداني في دور الستة عشر.
ومنح صعود الوفاق إلى دور المجموعتين، للمرة الرابعة في تاريخه، كثيرا من الهدوء للفريق الذي يعاني من النتائج المخيبة في الدوري الجزائري هذا الموسم، حيث يحتل المركز الثامن حاليا في ترتيب المسابقة بفارق 17 نقطة خلف اتحاد العاصمة (المتصدر).
ولن تكون مهمة الأندية العربية سهلة في مواجهة إنييمبا النيجيري، الفائز بالبطولة عامي 2003 و2004، وأسيك ميموزا، المتوج باللقب عام 1998، وفيتا كلوب، الذي حمل الكأس عام 1973، بالإضافة إلى زيسكو يونايتد الزامبي، الذي مازال يبحث عن لقبه الأول في المسابقة.
وأطاح إنييمبا بالنجم الساحلي التونسي من دور الستة عشر للبطولة بركلات الترجيح، فيما تغلب أسيك 3 / 2 على أهلي طرابلس الليبي في مجموع اللقائين بالدور ذاته، لتواصل الأندية التونسية والليبية غيابها عن دور الثمانية للنسخة الثانية على التوالي.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) قد أعلن عن تصنيف الفرق في دور المجموعتين والذي استند على نتائج الفرق الثمانية في مشاركاتها الأفريقية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
وتم وضع الأهلي ووفاق سطيف في التصنيف الأول، فيما جاء الزمالك وفيتا كلوب، الذي يشارك للمرة الثانية في دور المجموعتين، في التصنيف الثاني.
وأتى الوداد البيضاوي وأسيك ميموزا، الذي تأهل لدور الثمانية للمرة العاشرة، في التصنيف الثالث، وإنييمبا وزيسكو يونايتد، الذي يشارك للمرة الثانية في مرحلة المجموعتين، في التصنيف الرابع.
يذكر أن قرعة دور الثمانية سوف تجرى في 24 أيار/مايو المقبل.
مستوطنون يرفعون أعلامًا "إسرائيلية" جنوب بيت لحم
30 سبتمبر 2023