خلود دراس " نحو تعزيز أخلاقيات مهنة التعليم في الميدان التربوي "

336987A
حجم الخط

ان التطور الهائل الذي يشهده عالمنا المعاصر في مجال التعليم يجعلنا امام تحد حقيقي يتمثل في تطوير وتنمية قدرات المعلم الفلسطيني وتعزيز اخلاقيات مهنته, فلم تعد وظيفة المعلم تنحصر في تغذية الطالب بالمعلومات المدونة في المناهج, بل هو يحمل رسالة وامانه عهدها الله سبحانه وتعالى اليه ليعنى ببناء الشخصية المتكاملة وتدعيم اركان مكارم الاخلاق لطلبته ايمانا منه بأن التربية تأتي دائما قبل التعليم.

وأخلاقيات مهنة التعليم تحتم على المعلم ان يستشعر اهمية الرسالة التي بين يديه, ليؤديها بما يتناسب معها, وبما يحقق الآمال المنشودة منها, فيراعي ان يكون قدوة وأنموذجا ومنارة لطلبته ويحرص على ان يصون نفسه عن أي زلل أو خطأ قد يقلل من شأنه في الميدان التربوي, فالطالب يتأثر بطبيعة الحال من المصدر الذي يعتقد فيه المثالية والأسوة الحسنة وهو بطبيعة الحال معلمه, ولهذا ينبغي ان يعمل بما يرشد به من الآداب والأخلاق.

ووفقاً لما جاء في ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك والذي تم اعداده من قبل هيئة تطوير مهنة التعليم, فإن اخلاقيات مهنة التعليم هي مجموعة من السلوكيات والمبادئ الاساسية التي يمكن الاسترشاد بها من قبل المعلم خلال ادائه مهامه, وهي معايير مرجعية تستخدم لتقويم ممارسات المعلم المهنية وعلاقاته مع الآخرين وتساعده في أداء واجباته على اكمل وجه, كما تساهم في تنظيم العلاقات بين المعلم وطلبته وبينه وبين زملائه ومسؤوليه والمجتمع المحلي على حد سواء.

وعليه, تضمنت هذه الاخلاقيات مجموعه من المبادئ الرئيسية التي شملت: الانتماء لرسالة التعليم والالتزام بها واحترام حقوق الانسان والتعددية والالتزام بالسلوك المنضبط والعمل على بناء شراكات بين افراد المهنة والمجتمع, كما يلتزم المعلمون بتوعية طلبتهم بتاريخهم الوطني وعدالة قضيتهم.

فالمعلم الناجح هو من يجعل اخلاقياته المهنية على رأس اولويات عمله, وهي التي تزرع فيه مراعاة المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية, ونجاح ذلك انما يتم بحسن أداء المعلم لعمله, وتطويره لمهاراته وقدراته, وسعيه الدائم لتدعيم قيمه الاخلاقية في سلوكياته قولاً وعملاً, والتزامه بالأنظمة والقوانين في مجال عمله.

كما أن نوعية علاقاته مع مرؤوسيه وزملائه عامل مساعد في نجاح مهنته والتي تتسم بالموضوعية والصدق وترسيخ مبادئ التعاون والتكامل. ويكمل ذلك سعيه في أن تكون علاقاته مع المجتمع المحلي واولياء الامور علاقة تواصل واحترام للوصول الى مشاركة فاعلة في الحياة المدرسية.

إن تعزيز الأخلاقيات في أي مهنة هي ضرورة أوجبتها قيمة المهنة, وبالتالي فوجود تلك الأخلاقيات في مهنة التعليم هو مطلب اساسي وحتمي فرضته قدسية المهنة, لما لها من دور هام في تربية الأجيال القادمة وإعدادهم للمستقبل وصولاً الى غد تربوي أفضل.