صراع المصالح الإسرائيلي يتعمق .. وفشل أمني كبير يلاحق نتنياهو بسبب الأنفاق

13090232_10207608737109715_1704434990_n
حجم الخط

تشهد الحدود بين قطاع غزة وأراضي الـ 48 حالة من التوتر وعدم الاستقرار الأمني بين الحين والآخر، حيث تمكنت القوات الإسرائيلية المتمثلة بجهازيها الشاباك والموساد - بالتعاون مع حرس الحدود - من العثور على أحد أنفاق المقاومة الذي كان يمتد داخل الأراضي المحتلة، ما جعل رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يعلن عن تحقيق إنجاز يتمثل في اكتشاف هذا النفق، وتبعه العديد من الخطوات العسكرية الغامضة لقوات الاحتلال في المنطقة، بالإضافة إلى إقدامه على الاهتمام بالشؤون الخارجية، ودراسة الموقف العسكري مع روسيا، كذلك التخطيط لتهدئة الأوضاع الراهنة، وذلك بسبب ارتباط الوضع العام بمجريات القضية الفلسطينية

قال المختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر لوكالة "خبر"، إن إسرائيل تدرك حجم الخطر الذي تشكله المقاومة في غزة على أمنها، وتحاول بكافة الأشكال ردع هذه المقاومة، من خلال الحروب المتتالية على القطاع، والتضييق على سكان قطاع غزة واشتداد الحصار المفروض منذ سنوات.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي هشام أبو هاشم، أن نتنياهو يحاول بين الفترة والأخرى تصعيد الأمور من الناحية العسكرية والأمنية بالتحديد على جبهة غزة، وذلك بسبب اعتبارها الحلقة الأضعف، مضيفًا أنه يحاول أيضًا فرض سيطرته العسكرية والأمنية على الأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة.

وقال المحلل السياسي أكرم عطا الله، إن نتنياهو يحاول وضع بعض السياسات والخطوات المتشددة، وذلك من أجل كسب أصوات اليمين الإسرائيلي، حيث أن الأنفاق تشكل خطراً كبيراً على أمن دولة الاحتلال، ونتنياهو أرد أن يقول للمقاومة أنه يمتلك الحل المناسب لهذه الأنفاق. 

 وأضاف خضر، أن ما يقوم به نتنياهو في الفترة الأخيرة، ما هو إلا جزءٌ من التجاذبات داخل حكومة اليمين الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه بالفترة الأخيرة كان هناك مزاودات بين أقطاب اليمين الإسرائيلي.

وقد أعلن نتنياهو عن تخصيص ميزانية كبيرة؛ من أجل الكشف عن الأنفاق بشكل مسبق، وطرح مؤخراً  مسألة بناء جدار على حدود غزة من أجل التخلص من هذه الأنفاق .

 وأضح أبو هاشم، أن موضوع الجدار الذي أعلن عنه نتنياهو موجود بالأصل، مشيراً إلى أنه من الصعوبة على نتنياهو وغيره تحديد أو اكتشاف الأنفاق في آن واحد.

واستغرب خضر، حديث نتنياهو عن بناء جدار على حدود غزة وعن عمق هذا الجدار،  خاصة أن الأنفاق تحت الأرض وليست فوقها، لافتاً إلى أن الأنفاق عمقها أكثر من 30 متراً، فهل سيقوم ببناء جدار يكون عمقه بهذا الحجم تحت الأرض، معتبراً أن حديث نتنياهو محاولة منه للحفاظ على صدارة الأصوات لنفسه داخل اليمين الإسرائيلي.

واعتقد عطا الله أن الانتخابات والمواجهة موضوعان لا ينفصلان، ويرتبط كل منهما بالآخر، لافتًا إلى أن كثير من الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، قد سبقت الانتخابات الإسرائيلية.

 ولفت أبو هاشم، إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948، تعمل على تثبيت وجودها من خلال شن الحروب وفتح الجبهات العسكرية، حيث أن حكومة نتنياهو ومنذ توليها حتى يومنا هذا تقوم بمحاولة التصعيد سواء في غزة أو الضفة أو القدس من أجل تثبيت وجودها.

 وأشار خضر، إلى وجود تجاذبات ومناكفات داخل اليمين الإسرائيلي، من أجل الوصول إلى رأس الهرم في الانتخابات القادمة، لافتاً إلى أن نتنياهو تأثرت شعبيته خلال الفترة الأخيرة سلباً، وذلك بسبب كشف المقاومة عن وجود عدد من الجنود في قبضتها، وعدم تحقيق الحرب الأخيرة لأي من أهدافها.

وأضاف عطا الله، أن  الموقف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين لن يؤثر على نتنياهو ولا على الموقف الروسي والأمريكي بالرغم من المفاوضات التي طرحها جون كيري منذ سبعة أشهر والتي لا زالت جارية حتى اللحظة.

وأوضح خضر، أن الحكومة الإسرائيلية باتت عاجزة عن مقاومة الانتفاضة، مشيراً إلى أن هذا الأمر من الممكن أن يدفع نحو عملية أمنية في قطاع غزة، من أجل أن يقوم نتنياهو بتحسين صورته قبل الانتخابات.

ولفت أبو هاشم، إلى أن روسيا تدعم القضية الفلسطينية على امتداد سنوات سابقة، لكنها داعمة لإسرائيل في ذات الوقت، موضحاً أن روسيا تحاول الحفاظ على علاقاتها مع الدول العربية، وأن توازن بين علاقاتها مع إسرائيل وأمريكا من أجل أن تحافظ على نفوذها في الدول العربية.

وأشار خضر، إلى أن الدول العربية تشهد أزمات حقيقية وكبيرة، موضحاً أن هذا الأمر يروق   للجانب الأمريكي والإسرائيلي ، حيث أن إسرائيل تستغل مثل هذه الأحداث من أجل تمرير مخططاتها، مثل توسيع العملية الاستيطانية كما فعلت في الآونة الأخيرة