في 5/2009 وقع اشتباك مسلح مؤسف، في مدينة قلقيلية، ما بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وخلية تابعة لحركة حماس، سقط على اثره عدد من الشهداء من الطرفين، علاوة عن مدني بريء من نفس المدينة.
بعد هذا الحادث المؤسف، صرح كل من؛ حسين الشيخ" وزير الشؤون المدنية في السلطة، والدكتور "صائب عريقات" كبير المفاوضين االفلسطينيين مع الجانب الإسرائيلي، كل على حدا واتهما الخلية بأنها كانت تستهدف "العبث" بالأمن الداخلي الفلسطيني،ومصالحه العليا تصريح "حسين الشيخ" وصرح د."عريقات" بعد هذا الحادث معاتبا الإسرائيليين" على عدم وفائهم بتعهداتهم "بأننا قتلنا عدد من المواطنين الفلسطينيين، خدمة للأمن الإسرائيلي.
بعد يومين كتب "يوسي ساريد" نائب يساري عن حزب "ميريتس" مقالا من ثلاثة اسطر قال فيه: لو قتلت القيادة الفلسطينية نصف الشعب الفلسطيني وقدمت دمائهم على طبق من ذهب ل"نتنياهو "فلن يقدم لها " شيئا.
قبل أيام نشرت مصادر امنية اسرائيلية انباء مفادها،ان اجهزة الأمن الإسرائيلية تشيد ب"صرامة" رئيس السلطة ، والأجهزة الامنية الفلسطينية، لمكافحتها ل"للإرهاب الفلسطيني" وأضح ذلك "اودي سيغال"المراسل السياسي للقناة الإسرائلية الثانية.
في نفس التوقيت سربت وسائل اعلام اسرائيلية عن تلاسن حصل في الإجتماع الوزاري الإسرائيلي مابين كل من"نتنياهو" والوزير "نفتالي بينيت" عن البيت اليهودي الديني المتطرف حول "نقل الصلاحيات "الأمنية" لأجهزة الأمن الفلسطينية،متسلحا بنصائح جهاز الشاباك الإسرائيلي،بعدم نقل الصلاحيات الأمنية للطرف الفلسطيني.
"غادي ازنكوت" رئيس اركان الجيش قرأ فقرة ،من مقابلة رئيس السلطة الفلسطينية ،لصحيفة "ديرشبيغل" الألمانية،في الإجتماع الوزاري الإسرائيلي هذا تقول:"ان التنسيق الأمني" مع الجانب الإسرئيلي،لم يتوقف ويجري كما ينبغي،والوضع تحت السيطرة، وردد مرارا وتكرارا كلمة مكافحة السلطة ل"للإرهاب الفلسطيني" ذاكرا تفتيش أجهزة الأمن الفلسطينية للطلاب الفلسطينيين في مدارسهم ،بحثا عن "السكاكين" التي ستسخدم ضد الجيش والمستوطنين ، وذكر كذلك ان اجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت مؤخرا ثلاث شبان فلسطينيين في رام الله ، كانوا ينوون تنفيذ عملية "ارهابية" ضد الإسرائيليين.
قبل ايام حدث انفجار اسرائيلي في حافلة اسرائيلية في القدس،تبنتها حركة "حماس" واعلنت اسم منفذها الشهيد"عبد الحميد ابو سرور" مخيم "عايدة /شمال بيت لحم. واعلنت اسرائيل انها اعتقلت خلية تابعة لحركة "حماس" في مخيمات بيت لحم ، وادعت ان الخلية كانت مرتبطة بالشهيد " ابو سرور" ولا احد يستطيع تأكيد او نفي الرواية الإسرائيلية.
بالعودة الى "خطورة" مايجري في الضفة نتساءل كيف استطاع الشهيد "ابوسرور" التخطيط ،والإعداد" وتنفيذ العملية وهو لم يتجاوز سن "19 عاما"؟
وكيف تدعي فصائل العمل الوطني بما فيها حركة فتح "حزب السلطة" ان التردد في تبني "انتفاضة القدس" يعود لغياب "استراتيجية" لهذه الإنتفاضة؟وكأن استراتيجيات حركات التحرر تهبط على "القادة" من السماء.
ونتساءل ايضا اين موقف مايسمى"القيادة الفلسطينية" مما يجري في الضفة ؟ من تيئيس غير مسبوق لجيل كامل قد يخطط كل فرد فيه،او جماعة لعملية"فردية" تزيد المشهد "تراجيديا" مما نحن عليه ، في ظل ظروف اكثر يأسا ومأساوية،لهذا الجيل المهمش ،والذي يعتبر ان الجميع قد ادار الظهره اليه.
ونكرر التساؤل هنا هل يعتقد الإحتلال ان باستطاعته ردع هذا الجيل من خلال مشاهد الإعدامات والإعتقالات اليومية في الضفة؟
ام تعتقد قيادة السلطة وفي ظل ممارسة الضغط اليومي على هذا الجيل وعبر استفزازة بادارة الظهر اليه والمضي قدما في التنسيق الأمني مع الإحتلال،ان بمقدورها ان تمنع العمليات الفردية ضد الإحتلال؟
ادارة الظهر لهذا الجيل وتركه يضغط مابين مطرقة الإحتلال وسندان السلطة سيدفع الأمور الى ماهو اخطر من مشاهد دموية ،وافعال اكثر يأسا، في ظل احتلال مجرم ومتغطرس،وقيادة متنفذة،اضاعت بوصلة العمل الوطني التحرري والى الأبد،وفي ظل فصائل عاجزة عن الدعوة لتنظيم مؤتمر شعبي يأخذ قرارات وطنية لإعادة الشعب وحركته الوطنية الى مربع حركة التحرر قبل فوات الأوان.
هذا الجيل الذي باستطاعته تغيير قواعد اللعبة، والموازين، وعندها لن يجرؤ احد على مواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا على التفاوض معه لأن العناوين السابقة ستصبح من الماضي