يُعد "كارت المعايدة" من أشهر الأشياء التى يصطحبها السائح معه حين يعود من مصر لبلده، حيث تُعد نوع من التذكار لدولة لها تاريخ كبير مثل مصر، أو يأخذها البعض الآخر كنوع من التهنئة لأصدقائه وأقاربه وكل الدائرة التى توجد حوله، وكانت الصور التى توجد على كروت المعايدة فى فترة السبعينيات والثمانينيات مرورًا بالتسعينيات صورًا متنوعة لكافة فئات الشعب المصرى، وذلك بدءً من الفلاحة المصرية مرورًا ببائع الفوانيس وغيره.
أماكن وأشخاص استطاعوا السيطرة على كروت المعايدة قديمًا ولسنوات طويلة عكست خلالها ، فلم تقتصر الصور الموجودة على أشخاص بعينها فقط، بل أن هناك عدد من معالم مصر الحضارية استطاعت أن تضع نفسها على كروت المعايدة بحيث لا يستطيع أحد ممن عاشوا هذه الفترة أن ينسى الصور التى وُجدت على كروت المعايدة.
اجانب تركب حمار سيدات أجانب تركب حمار "الحنطور" كان من أشهر الصور التى رُسمت على كروت المعايدة، فقائد الحنطور الذى كان يوجد داخله شخص ما من المسؤلين فى الدولة آنذاك يحرسه عدد من الجنود، كانت هذه الصورة من أشهر الصور التى رُسمت على كروت المعايدة، واستطاعت كروت المعايدة أن تُسجل لحظة لا تُمحى من أذهان المصريين وهى الفترة التى كان المصريون بها يستعينون بـ"السقا" كى يملئون الماء فى أوانى عميقة، أما السيدة التى كانت تكتب الجواب للمسافرون فى الخارج كان لها نصيب أيضًا من وضعها على كروت المعايدة.
وعكست كروت المعايدة قديمًا شوارع مصر العتيقة قبل أن يملؤها الزحام، وضمن هذه الشوارع شارع المعز لدين الله الفاطمة وشارع محمد على فى محافظة اسكندرية ومنطقة القلعة.
دار الكتب المصرية بباب الخلق دار الكتب المصرية "الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية" والتى كانت تسمى قديمًا "دار الكتب المصرية" حيث كانت تقع فى منطقة باب الخلق كان أيضًا لها صورة على احدى كروت المعايدة، أما الأماكن التى اكتسحت حينها كروت المعايدة فكانت بعض المناطق والميادين فى كافة أنحاء مصر، مثل ميدان صلاح الدين وميدان الأوبرا وقصر الخديو إسماعيل وقصر البارون وقصر السكاكينى، وفضلا عن هذه الأماكن احتلت بعض الصور التى تُظهر طبيعة الشعب المصرى صور كروت المعايدة، مثل المرأة الفلاحة وبائع الفوانيس وسيدات أجانب يركبن الحمير فى منطقة الأهرامات، كما عبرت كروت المعايدة عن أشياء قديمة حينها مثل السيدات اللاتى كنّ يغنين فى الأفراح الشعبية بالحوارى المصرية.
فرق أفراح الفلاحين زمان مغنيات أفراح زمان وضع العروس فى صندوق خشبى على جملين والذى كان شائعًا حينها، وُضعت أيضًا هذه الصورة على كروت المعايدة بشكل كبير، ولم يُهمل حال الجنود على كروت المعايدة كثيرًا، حيث وُضعت صور لمجموعة من الجنود تستعد للقتال أثناء سيرها فى الشوارع على كروت المعايدة أيضًا.