قد يكون فيلم (ولاد عزّ) أحد أجمل أفلام السينما المصرية الحديثة، خلال الخمس سنوات التي مرّت. والفيلم فعلاً تم انتاجه بحرفيّة عالية، وأداء الممثلين فيه ممتع ومميّز، ولا شكّ أنّ العمل يستحق النجاح الذي حقّقه منذ صدوره في الصالات المصرية العام الماضي.
لكنّ ورغم كل الانفتاح الذي نعيش فيه، ورغم أنّ منتجاتنا الفنيّة بمعظمها جريئة، وغالبيتها تتخطى كل الحدود وتسقط إلى أكثر المستويات إسفافاً وانحداراً، إلا أنّنا ما نزال غير قادرين على تقديم مشهد جريء وحقيقيّ في آن، أي مشهد مُبرّرة فيه الجرأة، بل مطلوبة لأنّها تخدم الصورة والقصّة وتُشعرنا بحقيقة الأحداث.
وهذا ما حصل في فيلم (ولاد رزق)، ففي مشهد يجمع بين بطل الفيلم أحمد عزّ والممثلة نسرين أمين، نراه يقترب منها وقبل أن يغادر الغرفة، يقوم بتقبيلها من رقبتها إلى وجنتيها، لكنّ المشاهد لم يرى المشهد من زاوية تسمح له برؤية ان الحدث حصل حقاً، بل نراه من زواية مقابِلة، وهو ما يجعل المشهد أقل جرأة.
و ظهر المشهد مصطنع جداً ويمكن لأي مشاهد عاديّ أن يلاحظ أنّ عز لم يقترب أبداً من نسرين، وأبقى على مسافة كبيرة بين فمه ووجه نسرين، ما أسقط المشهد في خانة الكذب عند المشاهدين ، وكان الأجدر على القيّمين على الفيلم، عدم عرضه كونه هذا الحدث يتعارض مع قيمنا كمجتمع عربي و نرفضه.
لا ندعو إلى الجرأة في الأفلام ولا إلى الإسفاف في المشاهد، و أن نبتعد تماماً عن تنفيذ هذه المشاهد بركاكة!