مراقبون لـ"خبر": الاتفاق التركي الإسرائيلي لا يقدم جديداً ويزيد من الحصار المفروض على غزة

13101193_10207632423501860_131376652_n
حجم الخط

صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أمس، أن المحادثات جارية بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا وذلك وفقاً لشروط أنقرة، موضحاً أنه يتم التخطيط لعقد لقاء جديد بين الطرفين خلال فترة زمنية قريبة.

قال المختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر في تصريح لوكالة "خبر"، إن تركيا  خلال محادثاتها السابقة مع إسرائيل تسعى إلى تحقيق تقدم في هذه المحادثات ونجاحها، وذلك في ظل وجود تكتيم إسرائيلي بخصوص المباحثات الجارية، وفي الوقت الذي تعلم فيه إسرائيل أن تركيا لها تأثير في المنطقة وتشارك في حلف الناتو والشرق الأوسط، الأمر الذي يعطي إسرائيل الرغبة  في إعادة ترتيب علاقاتها مع تركيا.

ومن جهته أشار المحلل السياسي أحمد عودة إلى أن العلاقات الاسرائيلية التركية قائمة، ولم يحدث عليها أي تغيير ملموس  حتى هذه اللحظة، سواءً منذ فترة التسعينات كتوقيع اتفاقيات بينهما على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، واتفاقية برشلونة التي أعطت تركيا إسرائيل الحق في ممارسة تدريباتها العسكرية على أراضيها، مضيفاً أن تركيا لم تفرض شروطاً على إسرائيل نظراً لأن أمريكا هي من تمتلك زمام الأمور وتفرض على تركيا ما تريده .

وأضاف خضر أن هناك تنازل إسرائيلي فيما يخص تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، ولكن  في المقابل لا تمتلك تركيا القدرة على تحقيق كل ما ترغب فيه من شروط وفرضها على الإسرائيليين، في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة ودول محورية غير معنية لنجاح النموذج السياسي بالقطاع.

واعتقد خضر أن  المباحثات التي تجرى بين الجانبين تحكمها مصالح دول وسياسات خاصة  تتصرف بناءً عليها في اتخاذها للقرارات المناسبة فيما يخص إعادة العلاقات مع إسرائيل .

وأشار خضر إلى أن دفع إسرائيل التعويضات لتركيا بخصوص ضحايا مرمرة ليس بالأمر الصعب، خاصة أن إسرائيل استعدت لذلك سابقاً، لافتاً إلى أن المشكلة الأكبر تكمن بقطاع غزة نظراً لوجود أطراف فلسطينية كالسلطة التي ترى أن  لها الحق في تحديد مصير طبيعة العلاقات في قطاع غزة دون تدخل دول أخرى مثل تركيا.

وتابع عودة أن قضية التعويضات الإسرائيلية لتركيا بشأن ضحايا مرمرة، من الأمور المتفق عليها سابقاً، وإسرائيل هي من تفرض شروطاً على تركيا، كعودة العلاقات بينهما من ناحية الاستراتيجيات المتعلقة بالجانب الأمني، مشيراً إلى أن الاتفاقيات القادمة أكثر إذلالاً من اتفاق برشلونة خاصة في يتعلق بالجانب الأمني.

ونوه خضر إلى أن العلاقات بين روسيا وتركيا  لم يكن  لها تأثير كبير على ترهل العلاقات بينهما، نظراً لوجود تنسيق متبادل على الأراضي السورية بين  سلاح الجو الروسي والطائرات الإسرائيلية .

واعتقد عودة أن العلاقات الروسية التركية على إسرائيل ليس بالتأثير الكبير، كون هذه العلاقات قديمة ومتوترة  منذ العهد العثماني إلى جانب وجود اشتباك سياسي أمني مستمر بين  الجانبين .

وأشار عودة إلى أن إسرائيل لم تقدم تنازلاً لتركيا إلا في جانب التعويضات التي تخص ضحايا مرمرة، باعتبارها من أبسط الحقوق الانسانية لتركيا، لافتاً إلى أن تركيا ستقدم لإسرائيل تنازلات كبيرة في الجانب الأمني والعسكري .

واعتقد خضر أن اتفاق الغاز ليس بالمحفز الرئيسي لإسرائيل، في ظل الحديث عن وجود اتفاق آخر مع تركيا للحصول على المياه التركية، إضافة إلى ملفات أخرى متشابكة ما تزال عالقة، حيث أن صراع المصالح هو من يتحكم بطبيعة العلاقات .

واتفق عودة مع خضر، في أن الجانب الاقتصادي ليس بالتأثير الكبير في دفع اسرائيل إلى تحقيق الاتفاق مع تركيا، لا سيما أن الاتفاق الجديد بنفس وتيرة الاتفاقيات السابقة بين الجانبين التركي والإسرائيلي خاصة المتعلقة بالجانب الأمني والاقتصادي .

وأوضح خضر أنه في حال إتمام الاتفاق لن يكون مرتبط بجدول زمني متفق عليه، خاصة فيما يتعلق بملف تخفيف الحصار على قطاع غزة، نظراً لعدم أخذه بعين الاعتبار العلاقات الفلسطينية الداخلية ودون وجود ترتيب مع رام الله ومصر .

وأضاف عودة أن الاتفاق  لم يتجاوز الستة أشهر لتطبيقه، خاصة أنه بنفس طبيعة الاتفاقيات السابقة، وأن جزء كبير من الاتفاق يأتي على حساب الحصار المفروض على قطاع غزة .