كتب مدير التحرير: أ. صالح النزلي
حالة من الدهشة والصدمة خيمت على أنصار وأبناء حركة فتح في الضفة وغزة، بعد هزيمة الشبيبة الفتحاوية في انتخابات جامعة بيرزيت أمس، ومشاعر السخط تجاه قيادة الحركة بدأت بالصعود، تعبيراً عن غضبهم تجاه هذه الهزيمة للعام الثاني على التوالي.
ولكن النتائج أظهرت تقدم لافت للشبيبة الفتحاوية عن العام السابق، ويعود السبب في ذلك إلى التطور الكبير في أداء الشبيبة داخل الجامعة خلال العام السابق والكم الكبير من الإنجازات في مجالات عديدة، حيث إنّ هذه الإنجازات أوجدت آمالاً كبيرة لدى جماهير حركة فتح في أن يتوج هذا النشاط بالفوز في انتخابات جامعة "بيرزيت".
ولا يخفى على أحد أن لهذه الانتخابات أبعاد كبيرة حيث أن الساسة يعتبرونها استفتاءاً على برنامجهم، ومؤشراً على رضا شريحة مهمة من المجتمع الفلسطيني عن سياسات حركتهم.
هذه الخسارة لا تعتبر حصراً بل مؤشراً على مدى التأييد للحركة من عدمه، حيث أن انتخابات الجامعة قد شهدت أمس تنافساً غير مسبوق، بين أكبر الأطر الطلابية "الشبيبة الفتحاوية والكتلة الإسلامية"، وعمل دؤوب من كلا الإطارين من أجل إظهار الجانب الإيجابي لحركتهم.
وفي العام السابق ولربما هذا العام وضع البعض اللوم على الإطار الطلابي لحركة فتح، من حيث عدم استقطابه للطلبة ودعمهم من كافة النواحي، لكن وبشهادة الجميع فإن الشبيبة الفتحاوية قد فعلت ما بوسعها من أجل أن تحظى بالنجاح في هذه الانتخابات، إلا أن الظروف السياسية لم تساعدها مطلقاً، من حيث الفرقة الداخلية للحركة، وأيضاً تمسك السلطة الفلسطينية في خيار السلم أمام الجرائم الإسرائيلية المتتالية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
لقد عملت الماكينة الإعلامية التابعة لحركة فتح وشبيبتها الطلابية بكل جد من أجل كسب ثقة الطلبة، وحصدت ما حصدت من عدد المقاعد، وعلى الرغم من عدم تقديم الكتلة لجزء يسير من الخدمات التي قدمتها الشبيبة إلا أن الطلبة أعادوا منحها الثقة على مواصلة تمثيلهم النقابي داخل الجامعات.
حركة فتح لم تعتد على الخسارة إلا منذ عقد من الزمن، حيث توالت الهزائم بدءاً من خسارة الانتخابات التشريعية وصولاً إلى خسارة بيرزيت أمس، ولهذا الأمر لا بد من استقراء المشهد بشكل جيد والعمل على الخروج من هذا النفق المظلم الذي وصلت إليه الحركة.
كل التقدير والاحترام لهذه الحركة العملاقة التي فجرت للشعب الفلسطيني ثورة عريقة بدماء قادتها العظام، التي ستنهض من جديد كما طائر الفنيق.
رسالة موجهة إلى قيادة حركة فتح، مفادها أن جماهير الحركة وأنصارها لا يقبلون بهذه الهزائم التي قبلتم بها، فأعيدوا لهذه الحركة مجدها وتعالوا عن الخلافات الداخلية التي أثقلت كاهلنا، ذلك نداءٌ أخير يطلقه الكادر الفتحاوي أملاً في تصحيح البوصلة، وإعادة "فتح" إلى مكانتها الطبيعية من خلال المضي على نهج الزعيم الخالد ياسر عرفات أبو عمار الذي وجه للاحتلال ضربات مؤلمة أثناء توليه رئاسة السلطة الفلسطينية، فعدونا الإسرائيلي لم يكن يوماً للسلام رفيقاً، أكثر من عشرون عاماً مضت على الاستمرار في نهج المفاوضات دون نتائج ملموسة، بل إن الاحتلال يزيد في جرائمه اليومية وحملاته الاستيطانية المسعورة التي لم تبقِ على أراضي الضفة الغربية شيء.
حركة فتح تؤمن بالرأي والرأي الأخر، حيث أن فوز الكتلة الإسلامية لم يؤثر على نهج الشبيبة تجاه الطلبة، وأكدت الشبيبة على استمرارها في دعم الطلبة و تحقيق الوعود التي أطلقتها خلال حملتها الانتخابية، والمفاجآت التي أعلنت عنها خلال المناظرة الطلابية في يوم الانتخابات.
ورسالة أخرى تؤكد على ضرورة عقد انتخابات المجالس الطلابية في كافة جامعات الوطن وبالأخص جامعات قطاع غزة، من أجل فرز جيل واع يعي أهدافه بشكل جيد، كمقدمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.