نتائج انتخابات «بيرزيت»!!

hqdefault
حجم الخط

جرت الانتخابات الطلابية يوم الاربعاء الماضي، في جامعة بيرزيت وأسفرت عن فوز كتلة الوفاء الاسلامية، وللعام الثاني على التوالي، بغالبية مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة، حيث حصلت على ٣٤٨١ صوتاً، أي ٢٥ مقعداً، بينما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات على ٣٠٣٥ صوتاً، اي ٢١ مقعداً، مقابل ٦٦٨ صوتاً لكتلة القطب الطلابي الديمقراطي، الذي حصل على خمسة مقاعد. في وقت لم تحصل فيه الكتل الثلاث الاخرى، وهي: كتلة فلسطين للجميع، وكتلة تحالف جامعة بيرزيت الطلابي، وتجمع المبادرة الطلابي، على أي مقعد. ووفقاً لما اعلنه، عميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، محمد الأحمد، فإن نسبة الاقتراع بلغت ٧٦،٦، وأن عدد اصحاب الاقتراع بلغ ٩٨٩٥ صوتاً، وأن عدد الاوراق الصحيحة وصل الى ٣٧٥٤ ورقة بينما بلغ عدد الاوراق اللاغية الى ٢٥٤ ورقة. كان واضحاً للمتابع لشؤون جامعة بيرزيت، وحتى قبل بدء الدعاية الانتخابية والمناظرة الطلابية، ان فوز كتلة الوفاء للمقاومة هو امر متوقع. صحيح أن الانتخابات الطلابية في جامعة بيرزيت، لما تتمتع به من مصداقية وشفافية عالية، من شأنها ان تعطي مؤشرات لما تتمتع به القوى من ثقل داخل المجتمع الفلسطيني، والى اتجاهات الرأي العام، فإنها وفي هذه المرة تحديداً حملت مؤشرات ومعاني أخرى، فيما يتعلق، بوزن القوى، واتجاهات الرأي العام. أولا: حملت تلك الانتخابات الطلابية ما يكفي من المؤشرات بأن المجتمع الفلسطيني بات مؤهلاً لاجراء انتخابات حرة ونزيهة، وبقبول الجميع بها، وإن جاءت نتائجها لا تتقاطع مع رأي هذه الكتلة او تلك!! للمرة الثانية على التوالي، تفوز كتلة الوفاء للمقاومة عبر انتخابات شفافة ونزيهة، ما يعني عملياً امكانية اقامة مجالس طلابية، او مجالس كيانية سياسية - تنظيمية فلسطينية على أساس الائتلاف والاختلاف، في اطار واحد، هنالك تنافس، لكنه تنافس حر ونزيه تحميه الاطر الديمقراطية وتصونه. ثانياً: اعطت تلك الانتخابات بعداً آخر، فيما يتعلق، بالتكوين الفصائلي، وأسسه الانابة الثورية، والكوتا ... وهو تكوين كان سائداً ثم باد وانطفأت نيرانه وجذوته، بعدما فقد مبرراته، هنالك قطبا الرحى، حماس وفتح، وهما قطبان مركزيان، وهذا ما اظهرته نتائج الانتخابات الطلابية اخيراً، في جامعة بيرزيت، وعلى نحو يذكرنا بنتائج الانتخابات التشريعية الثانية .. هنالك قوى وهوامش وفصائل، باتت تعيش على التاريخ، وتعتاش على امل الابقاء والحفاظ على المحاصصة الفصائلية، في وقت باتت فيه نظم الانابة الثورية - المحاصصة، عائقاً حقيقياً في وجه التمثيل الحقيقي للمجتمع. ثالثا: هنالك احتقان داخل المجتمع الفلسطيني سببه الاساس انسداد الآفاق، في وجه جموع الشباب، والانسداد هنا، متنوع، ابرزه الاقتصادي والسياسي والأمني. وهنا تبرز اهمية وضوح اطروحات الفصائل خاصة لدى فتح وحماس. رابعا: لعله من نافلة القول، بأن فوز كتلة الوفاء للمقاومة، لا يعني فوز التيار الاسلامي السياسي، بقدر ما يعبر عن العوامل الثلاثة السابقة، وعن زوالها او زوال بعضها، ميدانيا وعملياً، ستختلف صورة الوضع، خاصة فيما اذا تمكنا من الوصول الى هيآت وطنية، اطارها واحد، وفي داخلها تتصارع الارادات والرؤى والاتجاهات، على قاعدة الائتلاف والاختلاف ضمن اطار واحد، تكفله وتصونه وتحميه الأسس الديمقراطية .