تتواصل المفاوضات الأميركية الإسرائيلية، حول قيمة المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل، وسط خلاف بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن حكومة نتنياهو باتت تراهن على الانتظار إلى حين وصول إدارة أميركية جديدة، وهو ما سبق لصحف عبرية عديدة أن أكدته، علها تحصل منها على صفقة أفضل مما يعرضه عليها أوباما، على الرغم من العرض المغري الذي قدمه، والذي سيكون أكبر مساعدة عسكرية تقدمها إدارة أميركية لدولة الاحتلال في التاريخ.
وبحسب الصحيفة، فإن "أوباما اقترح حصول إسرائيل على أكبر برنامج مساعدات عسكرية تمنحه الولايات المتحدة الأميركية لبلد، لكن بقيت نقطة الخلاف الرئيسية بين أوباما ونتنياهو، هي قيمة هذه المساعدات، وهو ما جعل المفاوضات تستمر لأشهر".
كما أشارت إلى أن "المسؤولين الأميركيين، المكلفين بالمفاوضات مع إسرائيل، لإبرام اتفاق المساعدات العسكرية، باتوا يشكون في أن حكومة نتنياهو، تتعمد تأجيل عقد الاتفاق إلى حين وصول إدارة أميركية جديدة، إذ تسعى للحصول على اتفاق أكثر سخاء، يمتد لعشر سنوات وتتجاوز قيمته 40 مليار دولار".
ولفتت "نيويورك تايمز" أيضاً إلى أن "الخلاف بين أوباما ونتنياهو، حول الاتفاق النووي الإيراني، يرخي بظلاله على ظروف المفاوضات بين البلدين حول المساعدات العسكرية".
في المقابل، نقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين، نفيهم الرغبة في الحصول على اتفاق مع الإدارة الأميركية المقبلة، وبأنهم يتوقعون أن يتم عقد الاتفاق بين البلدين في وقت قريب. وتحدثت عن دخول قوى سياسية أميركية أخرى على الخط، من أجل حسم الاتفاق لصالح إسرائيل، مستغلة رغبة أوباما في إنهاء ولايته الرئاسية، بعقد أكبر اتفاق للمساعدات العسكرية لفائدة إسرائيل.
وتعليقاً على هذه المفاوضات،اعتبر مدير برنامج الأمن للشرق الأوسط بمركز الأمن الأميركي الجديد، إيلان كولدنبورغ، "أنها مسألة أرقام ورهان سياسي حول ما إذا كان الإسرائيليون قد يحصلون على اتفاق أفضل مع الإدارة الأميركية المقبلة، وهو ما أعتقد أنه مقامرة غير حكيمة"، مواصلا بأنه "كلما طالت هذه المفاوضات، كلما قلت حظوظ الحصول على اتفاق".
بدوره، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست إن "ما التزمت به الولايات المتحدة الأميركية هو الرفع من المساعدات التي تقدمها لإسرائيل، بطريقة من شأنها أن تسمح لهذا البلد، أن يكون أكبر مستفيد من المساعدات العسكرية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية".
كما أشار إلى أن هذا الالتزام "يعد دليلا على عمق العلاقات بين البلدين ومدى التزام الإدارة الأميركية بأمن إسرائيل"، بيد أن هذا الأمر لم يمنعه من الحديث عن "صعوبة وتعقيد العمل على تفاصيل اتفاق المساعدات العسكرية، وقال "لهذا لا يمكنني أن أقدم موعدا محددا لإنهاء المفاوضات حول الاتفاق".
هذو وقد دفع تأخر التوصل إلى اتفاق، ع 81 سيناتورا، جمهوريا وديمقراطيا، إلى توجيه رسالة لأوباما، يطالبونه فيها بالتوقيع على اتفاق "قوي وجديد مع إسرائيل، ويقضي بالرفع من قيمة المساعدات العسكرية، مع الحفاظ على نفس مبادئ الاتفاق الموجود حاليا".