الشاعر شادي العشى " #‏اسيرا‬ تذكر..! "

6138_10207122932823685_6106778556511063301_n
حجم الخط

لا عليك يا عزيزى .. انها قصيرة .. اعلم حجم الاحباط الذي يصيب البعض منكم عند قراءة او مشاهدة احد المواضيع الغير مثيرة للاهتمام...

اعزوني لن اطيل الا القليل ..

اسيرا تذكر حين تحرر
قابلته .. وتحدث معي .. سرد لى موقفا حصل معه ..

قال .. عندما كنت عائدا من وطنى الي وطني ، ساد صمت ،، كان قليل الوقت كثير العمق
مرت هذه الحظات ، كا شريط طويلا يتسكع في ذاكرتي ، وشعرته سريعا كلمح البصر

توقف ..

ثم نظر لي نظرة تودد... بها نوعا من الشفقة ،
وقال..... لا عليك يا صديقي اتعمد التناقد في حديثي
هل هذا يزعجك ..؟

قلت له ...لا.... تفضل اكمل ..
اعتدل في جلسته

وقال .. كانت يدايا ترجف علي حافة النافذة في الحافلة التى تنقلنا .. وقبل ان تصل الحشود عند البوابة الكبيرة... تذكرت

تذكرت ... كانت هي تلك الرجفة ..حين لمست ولاول مره اسياج سجن عسقلان قبل سنوات من الاسر ...

هي نفسها التي كانت تمتلكني عندما كنت امسك اسوار الحديقة في مدرستنا العتيقة في الحي القديم... وتذكرت كم كانت عالية الوصول كالمعتقل...

ورائحة ورق الشجر ... هي تلك التي كانت في الشارع البعيد الذي يخشي الاولاد دخوله والتي كانت امي تقول لي الا اذهب اليه ...

وتذكرت رائحة الكتب الجديد ..والممحاه في الحقيبة .. وما تبقي من بقايا قلم الرصاص
ورائحة الرصاص والبيت الذي حرق وما تبقي من بقايا الكتب والحقيبة

وتذكرت الخبز الذي وضعته امي في الامس ونسيته!
وابن عمى حسن كان لي دينا عليه وسامحته ... سامحته حين تم اعتقالي

سكت قليلا .. وقال .. اعزرني انا لا اقصد ان احزنك

كانت بسمة مصطنعة مني .. وقلت له. .. لا عليك حديثك لم يحرك شعرة في جسدي 
وقصة ابن عمك حسن والدين لا تثير اهتمامى .. هذه امورا عائلية لا شأن لى بها..

كانت مزحة .. ضحك وتقبلها بكل لباقة ..

اعتدل في جلسته .. وتغيرت تعبيرات وجهه ..

لن اخفي عليكم... افزعني.. حسبت نفسي اني قلت شيئا قد ثار غضبه

ارتفع صوته ... اقترب منى

وقال .. تبا لنظراتهم الجبانة ..
. اكره تلك الوجوه الكالحة التي احتشدت في غرفة التحقيق من اجلي
كانت اسليبهم رخيصة .. هؤلاء لا يعرفون السلم كما يزعمون
الاقنعة التى يلبسونها محكمة ومتقنة .. تستر وجوهم العفنة

سكت .. تنهد. .. هدأ قليلا .. 
اتدري يا هذا ... .. اعزرني...ا انا لن اعرف اسمك!!

قلت له اسمى لن يغير او يضيف شيئا .. كنت تريد ان تخبرني عن شيئ

تبسم ... وجلس. وقال .. (البكاء علي الفخار المكسور لا يزيد الامور الا سوء)

انا الان لن افعل شيئا الا ان اخرج لهم لساني بلا حرج !..
فقد انتصرت اردتنا عليهم
وانا اليوم عائدا من وطنى الى وطنى 
وسأرجع يوما .. ..

2942016
شادى العشي