عطا الله شاهين " دهاء شرّير "

9999463734
حجم الخط

من فتحةٍ في حائط ِالعلّية العتيقة، حيثُ كانتْ الفتيات يتحدّثن في ليلةٍ مُقمرةٍ حول أنباء ظاهرة النينيو في المحيطات. دخل عليهن غرابان وأخذا يُرفرفان في الغُرفةِ بأجنحةِ الفزع، فقامتْ فتاة خرقاء لتشرّدهما بمقشّة الرّتم المُكسّرة أطرافها، فلمْ يبتعدا، قالتْ الوسطى بينهن: أطلقن عليهما الخرطوش لتسترحن، فإنهما ما دخلا علينا إلّا لهدفِ دهاءٍ شرّير.

أسقطنهن قتيلين، بخرطوشةٍ واحدة، واسترحن، وبعد حينٍ نظرن إلى الوسطى بينهن متسائلات، لعلّها تبيّن لهن السّرَّ وتُنبئهن بالهدفِ الشّرّير الذي ابتغاه الغرابان القتيلانِ، ونجون منه، لكنَّها لم تردّ، وإنما ظلّت تتلفَّت إلى أنحاء الحُجرة ثم زوايا الحيطان مُحتاطة مما لا يفهمنه، وأطالتْ السُّكوتَ حتى استطال ظلُّ البلْبلَة على الحيطانِ مِنْ حولهن، وغلبهن الوسن.. ولمّا استيقظن وقد فاتهن موعد الذّهاب إلى الكنيسة، صاحتْ أحداهن بصوتٍ عالٍ، قائلة: يا فتيات، أشجار الصّنوبرُ التي كانتْ الغربان تأخذها أعشاشاً عليها قُبالة البيت وحوله، جميعها اقتلعتْ البارحة من جذورها، فاختفتِ الغربان من ضيْعتنا..